استخدامات قوانين البيو ميكانيكا في تقييم برامج التعلم الحركي
6. الادراك الحسي والتغذية الراجعة وارتباطهما بالجوانب الميكانيكية:
غالبا ما نرى المدربين واللاعبين يعملون باستمرار وبدون ملل من اجل تطوير اداء المهارات التي يمارسونها من اجل ان يتكامل هذا الاداء ومن اجل اكتساب الاداء المثالي النموذجية لهذه المهارة، اذ يمكن ان يكون هناك تساؤل هو "ماذا يستطيع اللاعب الماهر ان يضيف الى مستوياتهم المهارية او ماذا يستطيعون ان يتعلموا لتكامل ادائهم المثالي"
وهذا يعني كيف يمكن للمدرب ان يساعد لاعبه لاستغلال وقت التدريب بالتركيز على القدرات العقلية والشعور العضلي لإتقان الاداء المهاري النموذجي بالاعتماد على الاحساس بالمديات الزاوية ومتطلبات الانقباض العضلي اللازم لها لأداء الحركة بشكل متكامل.
اشار بعض علماء التعلم الحركي عام 1971 الى ان التحكم بالأداء يمكن ان يكون من خلال الادراك الحسي لأثر الحركة او ما هو مخزون بالذاكرة الحركية وهو برنامج الحركة المحفوظ والذي يستخدمه اللاعب للبدء بالحركة وهو يمثل صوره العمل الحركي المراد القيام به، و تعتبر صورة العمل الحركي هذه هي المرجع التي يفترض ان يشعر بها الرياضي للاستجابة والتي تعطي فكره تامة عن صورة الاداء النهائي.
وقد اشار شميدت 1975 الى هذه الافكار من خلال نظرية الاداء المهاري والذي اعتمد فيه على ادراك الحركة والذاكرة الحركية واللذان يعدني امران مهما في تنفيذ المهارة والسيطرة عليها، وقد قام شميدت بتوسيع هذه الافكار كما هي موضحة، حيث يقرر الرياضي ماذا يمكنه ان يفعل لتحقيق النتيجة المطلوبة وكيف يختار صورة الفعل الحركي من مخزون ذاكرته الحركية ويتصور صوره الفعل والبرنامج الحركي والمعلومات الخاصة بها بإرسالها الى الوحدات الحركية التي تقوم بالحركة والاداء، وهذا يعني تكامل البرنامج الحركي واندماجه مع النتيجة المطلوبة والذي يستند عليه الصحيح وكل ذلك يعتمد على المعلومات الذاتية للرياضي ومن جهة اخرى يتلقى الرياضي معلومات من المدرب عن الاداء حول ماذا يجب ان يفعله واقعيا( تغذية مرتدة) وبعد ذلك ان يحصل عليه من صورة الفعل الحركي التي يمتلكها، وتقود هذه المقارنة الى صناعة قرار حول فعالية البرنامج الحركي وامكانية الرياضي في توقع الخطأ وتصحيحه وتعد صوره الاداء النهائي الوجه الرئيسي بما يتعلمه الرياضي واقعيا، و يمكن ان يعتمد عليه للتحكم بالأداء الذي لا يستطيع تشخيصه او ادراكه اثناء الاداء واذا فسر الرياضي برنامج الحركة بنجاح فانه سوف يعيد هذا البرنامج و يستخدم نفس صورة العمل الحركي واذا فسرها بالإخفاق فانه سوف يحاول ان يفعل شيئا مختلفا ليصبح اكثر فعالية.
التعزيز الذاتي (التغذية الراجعة) هي المفتاح للتعليم الفعال وعندما يكون التعزيز مدعم بالمعلومات الكينماتيكية من قبل المدرب فان هذا التعزيز يكون مكملا لتحليلات الرياض الذاتية واذا توافقت التعليمات الخارجية مع التعليمات الداخلية فان الرياض سوف يستمر بأداء المهارة بنفس الطريقة التي قادته لهذه النتائج.