استخدامات الاعلام والاتصال

2. تشكيل الاتجاه

الخصائص النفسية للمشاهدين للمنافسات الرياضية:(1)

  يرى علاوي أن هنا مشاهدين يفضلون متابعة مباريات كرة القدم عوض مباريات كرة السلة أو غيرها و العكس صحيح ، وهناك من يفضلون مشاهدة كل أنواع المباريات و هناك العكس أيضا. وهناك من يتابع فريقه عن قرب من خلال معرفة آنية لأخباره و نتائجه و ظروفه و أدق التفاصيل عن ناديه أو فريقه من خلال الصحافة بكل أنواعها، ومما لا شك فيه أنّ حجم المشاهدة يختلف من نشاط رياضي لأخر حسب شعبية الرياضة المتابعة و سعة الملعب ،حيث لا يمكن مقارنة شعبية كرة القدم بكرة السلة أو الطائرة في بلدان أخرى كما أن اهتمام وسائل الإعلام على مختلف أنواعها بأنواع معينة من الأنشطة الرياضية يؤثر بصورة بالغة على كثافة عدد المشاهدين لهذه الأنشطة.

     و يرى بعض الباحثين في مجال علم النفس الرياضي أن المشاهدين أو المتفرجين يمكن اعتبارهم بمثابة الحشد أو الجمهور الرياضي من حيث أن الحشد يتكون من جماعة من الناس تختلف لأي أعدادها و تستجيب عاطفيا لمثير واحد وهو المنافسة الرياضية ، و متعة المشاهدة الرياضية لها مبرراتها و مقوماتها النفسية الإجتماعية و الجمالية و الإتصالية الأمر الذي يجعل من المشاهدة الرياضية ظاهرة معقدة تتطلب قدرا كبيرا من الدراسة و التحليل ليسهل فهمها ، فهي لم تصبح حدث عادي أو عرضي بل أصبحت هواية أو تفوق لتصبح إدمان على مشاهدة المنافسات الرياضية و بذل جهد ووقت لمتابعة الفريق الذي يميلون له و يتابعونه .

و لقد استرعت ظاهرة الجماهير المتابعة للمنافسات الرياضية بكل شغف واهتمام و انتباه العديد من الباحثين الذين أجرو دراسات في الميدان و على ضوء ما وصلت إليه وسائل الإعلام بكل أنواعها من تطور توصلوا إلى أن هناك شعورا بالتوحد بين الجموع الغفيرة من الجماهير تشعرهم بالتقارب والتكامل و التفاعل و أنهم يتعارفون تثير مجموعة من المشاعر التي يصعب التعبير عنها في مواقف أخرى أو قد تكون غير مقبولة اجتماعيا إذا حدثت في مواقف مغايرة حسب رأي علاوي.

كما تشير بحوث أخرى أن تصرفات الأشخاص و هم في وسط الحشود غير تصرفاتهم فرادى حيث تكون تصرفاتهم و أفكارهم تصب في نفس المنحى ،الأمر الذي يشكل ما يسمى "العقل الجمعي" كما أن الفرد في وسط الجماعة يكون على قدر كبير من القابلية لتصديق أي فعل أو كلام يصدر من ذلك الحشد عكس حالته و هو منفرد دون النقاش أو المجادلة.



(1) – محمد حسن علاوي : مرجع سابق، ص 61.