تقويم الأداء

4. أساليب وطرق تقويم الأداء

تقويم الأداء مصطلح واسع يغطي العديد من طرق التقويم المختلفة التي تتطلب من الطالب توظيف ومعارفه ومهاراته وكفاءاته في مجال دراسي محدد، وذلك بإنشاء إجابة أو ابتكار منتج معين، وهو عبارة عن مجموعة من الأساليب التي تمتد من أبسط الإجابات المبنية للطالب إلى العروض التوضيحية الشاملة أو تجميع عينة من الأعمال. وقد صنّفها Feuer & Fulton (1993)  في سبعة أشكال، وهي:

- مهمات الاجابة المبنية: وتتطلب من الطالب إنتاج إجابة عوضاً عن اختيار من مجموعة من الاجابات المحتملة كما هو الحال في اختبارات الاختيار من متعدد، وفي مهمات الاجابة المبنية قد تكون للمهمات إجابة واحدة صحيحة أو تكون ذات نهاية مفتوحة مما يؤدي إلى مجموعة من الاجابات، ويمكن أن يختلف نوع الاجابة المطلوبة أيضاً، ومن الأمثلة ملء الفراغ، حل مشكلة في الرياضيات، كتابة إجابات قصيرة، تكملة رسم بياني أو تخطيطي أو توضيحي، كتابة جميع الخطوات في البرهان الهندسي.

-  المقالات: طالما استخدمت المقالات لتقويم فهم الطالب لموضوع ما عن طريق جعل الطالب يكتب وصفًا أو تحليلاً أو شرحاً أو ملخصاً في فقرة واحدة أو أكثر، فان المقالات تُستخدم لتوضيح مدى قدرة الطالب على استخدام الحقائق في السياق وتنظيم مناقشة متماسكة، وتتطلب أسئلة مقالة الإجابة بشكل فعال التحليل والتركيب والتفكير النقدي، ويمكن تنظيم وضع الدرجات من خلال وجود متخصصين في الموضوع لتطوير مبادئ توجيهية أو قواعد تصحيح للاستجابات ووضع محكات الجودة، ويمكن للمصححين بعد ذلك مقارنة مقالات كل طالب بالنماذج التي تمثل مستويات مختلفة من الجودة.

- الكتابة: وهي الموضوع الأكثر شيوعاً يتم اختباره بواسطة طرق تقويم الأداء، وعلى الرغم من أن اختبارات الاختيار من المتعدد يمكن أن تقوّم بعض المكونات اللازمة للكتابة الجيدة (الإملاء والقواعد واستخدام الكلمات)، فإن جعل الطلاب يكتبون بطريقة أكثر شمولاً لتقويم مهارات التركيب، وتمكن الكتابة الطلاب من إظهار مهارات التركيب – الابتكار والمراجعة، وتوضيح الأفكار لتلائم الغرض والجمهور- بالإضافة إلى معرفتهم باللغة والنحو والقواعد. وهناك أمثلة كثيرة من البحوث المفصلة حول التصحيح الموضوعي والمقنن للتقويمات الكتابية.

- العروض الشفوية: هو الشكل الأول لتقويم الأداء قبل أن يصبح الورق والقلم أو الطباشير واللوحات في متناول الجميع، وتدرب أطفال المدارس على تسميع دروسهم، وإلقاء كتاباتهم، وقصائدهم بصوت عالٍ. على المستوى الجامعي كانت الفصاحة متعددة التخصصات، وكانت القراءة والكتابة والمحادثة هي وسائل الإعلام للشؤون العامة. يتم اختبار طلاب الدراسات العليا اليوم على مستوى الماستر والدكتوراه من خلال المناقشات الشفوية للرسائل والأطروحات. ولكن يمكن أيضًا استخدام المقابلات الشفوية في تقويمات الأطفال الصغار، عندما يكون الاختبار الكتابي غير مناسب فالتطبيق الواضح للتقويم الشفوي يكون باللغات الأجنبية، حيث لا يمكن تقويم الطلاقة إلا من خلال سماع الطالب يتحدث. ونظرًا لأن مسجلات الأشرطة وكاميرات الفيديو جعلت من السهل جدًا تسجيل الأداء، فمن المرجح أن يتوسع استخدام العروض التقديمية الشفوية.

- العروض التقديمية: وتُعدّ من المهام الأدائية ذات النطاق الواسع تفرض على الطالب "إبراز كفاءاته ومهارته في تصميم أعمال معينة، ويقوم بتنفيذها، وعرضها في الفصل أو أمام الجمهور، ويمكن أن تتضمن العروض التقديمية مقالا أو ورقة بحثية، أو حوار بين الطالب والمعلم، أو مناظرة أو مشروع جماعي (علام، 2004). وتتطلب العروض مجموعة واسعة من الكفاءات تكون في الغالب متعددة التخصصات تتطلب مبادرة وإبداعا من طرف الطلاب، فأشكال المسابقات بين الطلاب أو مجموعات الطلاب، والمشاريع التعاونية التي يقوم بها الطلاب بمرور الوقت أمثلة عن العروض التقديمية، ويقوم المعلمون أو المقوّمون بتقدير الأداء وفقا لمحكات التميّز المحدّدة مسبقا والمعروفة لدى جميع المشاركين(Feuer & Fulton, 1993) .

تُصمم كالعروض التوضيحية الشاملة للمهارات أو الكفاءة، وغالبًا ما يطلبون من الطلاب تقديم عرض توضيحي أو أداء حي في الفصل أو أمام الجماهير الأخرى. يقوم المعلمون أو المحكمون المدربون بتقدير الأداء وفقًا لمحكات التميز المعروفة لجميع المشاركين مسبقًا. وتتطلب العروض مجموعة واسعة من الكفاءات، وغالبًا ما تكون متعددة التخصصات من حيث التركيز، وتتطلب مبادرة وإبداعًا من الطلاب. ويمكن أن تأخذ شكل المسابقات بين الطلاب أو المجموعات الفردية أو قد تكون مشاريع تعاونية يعمل عليها الطلاب فترة من الوقت.

- التجارب: ومن خلال التركيز المتزايد على العمل المخبري في مناهج العلوم الطبيعية والفيزيائية وُجدت الحاجة إلى تطوير التقويمات التي تختبر تلك المهارات بشكل مباشر بدلاً من الاختبارات الورقية والقلم التقليدية. وتستخدم التجارب لاختبار الفهم العميق الطالب للمفاهيم العلمية، والنظريات، والتصميمات العلمية، وقدرته على ممارسة العمليات العلمية في المختبر، وتشمل الأنشطة التي يمكن تقويمها؛ صياغة الفرضيات، والتخطيط للتجارب، وإجرائها، وكتابة نتائجها، واستخدام مهارات القياس والتقدير، وتوظيف المعرفة بالحقائق العلمية والمفاهيم الأساسية(Feuer & Fluten, 1993) .

تستخدم التجارب لاختبار مدى فهم الطالب للمفاهيم العلمية وقدرته على تنفيذ العمليات العلمية، ومن خلال التركيز المتزايد على العمل المخبري العملي في مناهج العلوم وُجدت الحاجة إلى تطوير التقويمات التي تختبر تلك المهارات بشكل مباشر بدلاً من الاختبارات الورقية والقلم التقليدية. تقوم بعض المدارس بتطوير مهمات أو تجارب علمية موحدة يجب على جميع الطلاب إجراؤها لإثبات فهمهم ومهاراتهم. وتشمل الأنشطة المراد تقويمها تطوير الفرضيات، والتخطيط للتجارب، وتنفيذها، وكتابة النتائج، واستخدام مهارات القياس والتقدير، وتطبيق المعرفة بالحقائق العلمية والمفاهيم الأساسية، حيث تسمح باختصار "بممارسة العلم".

- الملفات: هي مجموعات من أعمال الطالب يتم تجميعها بعد فترة من الوقت، وأثناء قيام الطلاب بإنشاء ملفاتهم، يجب عليهم تقويم عملهم، وهي سمة أساسية لتقويم الأداء، وتُعد الملفات أكثر شيوعًا في الكتابة وفنون اللغة بحيث تعرض المسودات والمراجعات والأعمال قيد التنفيذ. ويستخدم عدد قليل من المدارس والمقاطعات ملفات للعلوم والرياضيات والفنون؛ ويخطط آخرون لاستخدامها لإثبات مدى استعداد الطلاب للممارسة في مكان العمل.

وعلى الرغم من تعدد وتنوع مهمات تقويم الأداء إلا أنها تشترك في مجموعة من الخصائص، حيث تتطلب جميع مهمات تقويم الأداء أن ينجز الطالب أو يكوّن أو ينتج أو يقوم بعمل أو شيء معين، وتمثّل جميعها أنشطة تعليمية ذات معنى، وترتبط ارتباطا وثيقا بالمستويات التربوية المحدّدة، وتتضمن تقويما لمهارات التفكير العليا كالمهارات الما وراء المعرفية، والاستدلال، وتتضمن تطبيقات عملية أصيلة ترتبط بسياقات واقعية، وتتطلب قواعد تقدير للحكم على جودة الأداء بالاستناد إلى محكات تصحيح وتُحدّد مسبقا بمؤشرات للأداء (علام، 2004؛ Johnson, Penny & Gordon, 2009).