تقويم الأداء

3. خصائص تقويم الأداء

بالنظر إلى التوجهات الحالية للأنظمة التعليمية يعدّ تقويم الأداء أداة أساسية ومهمة للإصلاح بالمقارنة مع التقويمات التقليدية القائمة على الورقة والقلم، حيث أن تقويم الأداء يتميز عن التقويم التقليدي بالعديد من الخصائص والمميّزات التي نوجزها فيما يلي(Johnson, Penney & Gordon, 2009 ; Lane, 2013) :

 - إحدى الجوانب الجذابة في تقويمات الأداء إمكانية تصميمها للتقويم المباشر لمهارات التفكير ومهارات التفكير المعقدة التي لا يمكن قياسها بسهولة بواسطة أساليب التقويم الأخرى التقليدية غير المباشرة التي تعتمد على اختبارات الورقة والقلم كالاختيار من متعدد، والاجابات القصيرة، وأسئلة الربط، وأسئلة الصواب والخطأ.

- تركز تقويمات الأداء على تقويم قدرات متعددة الأبعاد تتضمن المهارات المعرفية، وما وراء المعرفية، والوجدانية والاجتماعية، والحسية والحركية، في حين يركز التقويم التقليدي بالدرجة الأولى على تقويم مستوى المهارات المعرفية الدنيا المعتمدة على تكرار ما تم تعلمه الطلاب في القسم (Birenbaum, 2003) .

- تركز تقويمات الأداء على تقدير بالإنجازات الحقيقية للطلاب على توظيف المعارف والمهارات بطريقة إبداعية في حل مشكلات في مجالات مختلفة، على عكس التقويم التقليدي الذي يركز بالأساس على اختبار المعارف الأساسية للطلاب.

- يركز تقويم الأداء على العمليات والنواتج وليس على النتائج فقط، حيث يعتبر التعلم والتقويم مرتبطان بالضرورة، ولا يجب أن لا يهتم التقويم بمخرجات التعلم النهائية فحسب بل يجب أن يركز أيضاً على العمليات المؤدية إلى التعلم، بينما يكون التقويم منفصلاً عن التعلم أين تختلف فترات التعلم عن فترات التقويم في التقويم التقليدي.

- تمثّل المهمات في تقويمات الأداء تجارب تعلم مثيرة تُجرى في سياق واقعي (حقيقي) أو سياق يحاكي الواقع بحيث تكون ذات معنى لدى الطلاب، بينما أسئلة أو بنود التقويم التقليدي ذات سياقات مجردة (اصطناعية بحتة) ليس لها معنى وغير مرتبطة بواقع الطلاب.

- تعتمد أساليب تقويم الأداء على ملفات الانجاز، والتقويمات الذاتية، والعروض العملية، والاختبارات الشاملة، والمهمات المعقّدة التي تستخدم متكاملة، وينجزها الطلاب في ظروف واقعية طيلة فترة زمنية طويلة نوعا ما، وباستخدام وسائل وأدوات متاحة. بينما الأساليب الأكثر شيوعا واستخداما في التقويم التقليدي هي الاختبارات المقننة أو الموضوعية كالاختيار من متعدد، والصحيح والخطأ، وعبارات الربط التي تُجرى بواسطة الورقة والقلم وتؤخذ تحت قيود صارمة من حيث الاجابة والوقت ولا يُسمح باستخدام الوسائل والأدوات.

- في تقويمات الأداء يكون دور الطالب ايجابي وفاعل، حيث يشارك في التعلم بالتعاون مع زملائه في القسم، والتعاون مع المعلم، وتُعطى له الفرصة لتقويم أدائه وأداء زملائه، ومشاركته في وضع محكات التصحيح، في حين المسؤولية الوحيدة في التقويم التقليدي تكون على عاتق المعلم (Segers, Dochy & Cascallar, 2003).

 - يتم التحقق من صدق تقويمات الأداء من خلال مدى ارتباط المهمات بواقع الطلاب ودلالتها بالنسبة إليه، وقدرتها على استثارة عمليات التفكير العليا، والعواقب الايجابية المترتبة من استخدامها في تقديم التغذية الراجعة الفعالة للطلاب، وتحفيز التعلم، ومدى اتساق أداء الطلاب في مختلف ظروف تطبيق المهمات. في حين يركز التقويم التقليدي على المحكات الكلاسيكية التي تستند إلى مدى ارتباط الاختبار بأهداف التعليم (الصدق)، ومدى اتساق نتائج الاختبار من مصحح لآخر، ومن فترة إلى أخرى (الثبات).

- في تقويم الأداء يتم إصدار حكم على اكتساب الطلاب للكفاءات المقصودة باستخدام قواعد تقدير الأداء تتضمن محكات الحكم على جودته، حيث تحدّد الأداء المتوقع ومستوى الأداء الذي يظهره الطالب بعد أدائه للمهمة. على عكس الاختبارات التقليدية التي تعتمد على الاجابة الموضعية الصحيحة دون النظر إلى عناصر جود الأداء.

الشكل ( ): خصائص تقويم الأداء(MacMillan, 2018)

  

وفي السياق نفسه، لخّص McMillan (2018)  الخصائص التي تتميّز بها التقويمات القائمة على الأداء، وتمثّلت في أن يقوم الطلاب بأداء أو إنشاء أو بناء أو إنتاج أو القيام بشيء معين، ويشرحون ويبررون ويدافعون، ويستخدمون مهارات التفكير، كما يستخدمون أفكار جذابة ذات أهمية وجوهرية، وعادة لا توجد إجابة واحدة صحيحة، وتتطلب عملاً مستمراً، ويتم استخدام معايير وقواعد واضحة للتصحيح.