أدوات وأساليب التقويم التربوي

5. الملاحظة

العديد من نواتج التعلم في المجال المعرفي مثل التي تتعلق بالمعارف والفهم ومهارات التفكير يمكن قياسها باختبارات الورقة والقلم والتقييمات القائمة على الأداء، في حين توجد أيضاً العديد من نواتج التعلم المهمة التي تتطلب الملاحظة غير الرسمية للتفاعلات الطبيعية في القسم. فتقنيات ملاحظة وتسجيل انجازات الطالب مفيدة في تقييم النواتج غير المعرفية المهمة، مثل الاتجاهات والاهتمامات، والنمو الشخصي الاجتماعي.

لذا تعتبر الملاحظة من أهم أدوات التقويم الحديثة التي تحقق المبادئ الأساسية للتقويم الحقيقي، تقوم على تسجيل ملاحظات على الانجازات الفعلية والآنية التي يقوم بها الطالب في انجاز مهمات. وتستخدم الملاحظة كتقنية لتسجيل الانجازات الحس حركية والوجدانية التي يصعب قياسها بأدوات التقويم الأخرى.

فالملاحظة من الأساليب الشائعة للتقويم، وخاصة التقويم غير الرسمي أو الاعتيادي، وتستخدم استخداماً مستمراً كمصدر أولي لجمع المعلومات عن تعلم الطالب، ويمكن استخدامها في تقويم المهارات الاجتماعية والمهارات العملية، حيث يمكن للمعلم تسجيل ملاحظاته ببطاقة أو شبكة خاصة بالملاحظة، وتعد هذ الطريقة مفيدة لملاحظة السوك في سياقه الطبيعي أثناء أداء مهمة، أو أداء مجموعة أو عمل تعاوني داخل الصف، ويصبح تسجيل الملاحظات أكثر فائدة عندما تجمع البيانات في فترة زمنية لملاحظة جوانب تقدم الطالب للإفادة منها في تخطيط التدريس وتنويعه (السعودي، 2018).

ويرى Webb أن الملاحظة المنظمة للطلاب يمارسون الدراسة والتعلم خلال انخراطهم في مشروع أو مهمة، والمدعمة باستجاباتهم لأسئلة تنقيبية توفر مؤشرات أصلية لمقدرة هؤلاء الطلاب المعرفية (مجدي، 2005). ويمكن للملاحظة أن تصبح أداة فعالة في تقويم انجازات الطلاب داخل القسم أو خارجه، وتتعلق بمكتسبات الطلاب، وردود أفعالهم بخصوص انجاز المهمات أو تجنيد المعارف والمهارات والاتجاهات، وتلاحظ ردود الأفعال من خلال مؤشرات معينة: انتباه، طلب توضيح، استثمار الوسائل المتاحة، العمل بجدية...وغيرها. وتستخدم الملاحظة غالبا في التقويم التكويني، بهدف متابعة انجازات الطلاب وتسجيلها مباشرة في وقتها، كما يصلح استخدامها خاصة في المخابر والورشات أثناء انجاز التجارب العلمية في الفيزياء والعلوم الطبيعية، وفي التدريبات الرياضية. ويشترط على الملاحظة أن تكون:

- واضحة الهدف.

- ملاحظة الوضعية التعلمية تكون متاحة ومتيسرة.

- القدرة على استخدام أدواتها المختلفة (شبكات، قوائم، سجلات...).

- تحديد المؤشرات التي يجب أن تستخدم في ملاحظة انجازات الطلاب.

- تحديد المهمات الفرعية المتعلقة بالنشاط المرغوب ملاحظته؛.

- سهولة تحويل الانجازات الملاحظة إلى بيانات رقمية وإخضاعها لمحكات التقويم.

تتمثل الخطوة الأولى في استخدام الملاحظة في التحديد المسبق لكيفية ارتباط سلوكات معينة بالهدف، بالتعريف بوضوح للسمة، ثم يتم تحديد قوائم سلوكات الطلاب وأفعالهم التي تتوافق مع أبعاد السمة. بمجرد وضع قائمة من السلوكيات، يتطلب تحديد نوع الملاحظة؛ الملاحظة غير المنتظمة (القصصية) والملاحظة المنتظمة التي تختلف في الاعداد وما يتم تسجيله.

الملاحظة غير المنظمة (القصصية) عادة ما تكون مفتوحة، فلا توجد قائمة مرجعية أو مقياس تصنيف لتسجيل ما يتم ملاحظته، حيث تُسجل السلوكات التي تعكس السمة وتدوّن ملاحظات قصصية موجزة، فهي تحدث بشكل طبيعي وليست مقيّدة بقائمة الفحص أو مقياس التصنيف. أما الملاحظة المنظمة تختلف في مقدار الاعداد المطلوب والطريقة التي تسجل بها السلوكات، فهي تحتاج إلى مزيد من الوقت لإعداد قائمة مراجعة أو نموذج تصنيف لاستخدامه في أغراض التسجيل، وشكل قائمة المراجعة بسيط ومباشر يتم سرد السلوكيات، ويمكن إجراء فحص أمام كل سلوك للإشارة إلى التكرار بالإجابة بنعم أو لا، وتمت ملاحظته أو عدم ملاحظته؛ حسب عدد مرات حدوث السلوك أو نوع من مقياس التصنيف (دائمًا، غالبًا، أحيانًا، نادرًا، أبدًا، أحيانًا، باستمرار) (McMillan, 2018).