تقويم الجوانب المهارية والوجدانية

5. المقاييس

إن تنوع المخرجات السلوكية المنتظرة من خلال العملية التعليمية (مخرجات في الجانب المعرفي، الجانب الوجداني، الحس الحركي) استوجب العمل بأساليب تقويمية توافق هذه المخرجات ، مقاييس القدرات ، مقاييس الميول، مقاييس الاتجاهات ، مقاييس القيم، مقاييس الشخصية.

أ-مقاييس الذكاء: ويلجأ المدرس لهذه المقاييس لمعرفة المستوى العقلي للتلاميذ ومدى تكيفهم مع المواقف الجديدة أو كما يرى " بنيهBinet" أن الذكاء هو القدرة على الفهم الجيد والحكم على الأشياء والتفكير العملي السليم والتأقلم حسب الظروف للوصول إلى التشخيص الحقيقي لقدراتهم واكتشاف الفروق الفردية بين تلاميذه ليسهل ذلك منح التقديرات الملائمة لهم وتسطير برامج الدعم .( ماهر،  2003، ص41.)

ب- مقاييس القدرات: حيث تمكن المدرس من وضع تلاميذه في مواقف تعليمية تلائمهم، ويرى " (دريفر،Drever):" أن القدرات هي القوة في أداء العمل البدني أو العقلي قبل أو بعد التدريب" حيث يتمكن المدرس من معرفة قدرة تلاميذه الجسدية أو الحسية أو الإجتماعية أو العددية والحسابية وهذا ما يسمح له بالتخطيط للسير في درس جديد بناءا على هذه القدرات كالقدرة على حل بعض المسائل الرياضية التي تعتبر كمدخلات للوحدة الجديدة .( الظاهر، 2002،  ص37).

ج- مقاييس الميول: حيث بواسطتها يكتشف المدرس مدى إقبال تلاميذه لمادة من المواد الدراسية والميل هو انتباه التلاميذ لمواضيع أو مواد تثير وجدانهم وعرفه "( ولسون، Wilson ) بالشعور الداخلي الذي يجذب الانتباه والاهتمام نحو موضوع معين فيشعر المتعلم بقدر الإرتياح. هذا ما يؤكد حاجة المدرس إلى هذه المقاييس حيث تمكنه من قياس وتقويم شعور تلاميذه بالراحة والاطمئنان وهو ما يولد الرغبة في التعلم ويرى ( سترونغ ، Strong ):" إن علامة الطالب تتوقف على قدرته وإختياره لمواضيع محددة تعتمد على ميوله ولا تعتبر الكفاءة في العمل أو التقدم في الدراسة وحدهما كافيان للحكم على نجاح التلميذ ولكن النجاح ما يحقق السعادة للفرد" .

أما ( سبوبر، Super )" فقد حدد بعض المظاهر التي تأكد ميل الفرد نحو الموضوع كالتعبير اللغوي عنه أو ما يظهر من خلال نشاط الفرد أو ما يمكن إبرازه من خلال هذه المقاييس.

د- مقاييس الاتجاهات: إن الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية يمر بالاتجاه الإيجابي للتحصيل لدى التلاميذ ومعرفة المدرس لاتجاهات تلاميذهم نحو التدريس أمر ضروري، باعتبار الاتجاهات حالة من الاستعداد العقلي والانفعالي للسلوك نحو موضوع معين وعرفها ( ألبورت، Alport):" حالة تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات" .( ( الظاهر، 2002، ص ص37-42).

فالاتجاهات عبارة عن خط مستقيم يربط نقطتين تمثل الأولى فيهما أعلى درجة قبول للموضوع، في حين تعبر الأخرى عن أعلى درجة رفضه ويكون منتصفهما هو الحياد التام.

قبول تام               نحو القبول          الحياد               الرفض             رفض تام

وتمكن هذه المقاييس المدرس من تقويم الجانب الانفعالي من خلال اكتشاف رغبة التلاميذ أو نفورهم من موضوع أو مادة دراسية، ومن تقويم الجانب المعرفي من خلال اكتساب التلاميذ للمعلومات اللازمة عن الموضوع، أو من خلال ما يظهر على أداء التلاميذ فعادة ما يكون الأداء إيجابيا حين تكون اتجاهات التلاميذ نحو المادة إيجابية، ويكون سالبا عندما تكون اتجاهاتهم سالبة.

ويمكن للمدرس الاعتماد على سلالم الاتجاهات كالمقارنة المزدوجة حسب " ثيرستون" والتي تنطلق من طرح الأسئلة وعرض الإجابات على محكات تظهر الاتجاه الإيجابي والسلبي أو الترتيب حسب الأفضلية وفق طريقة " أوزجود" وهو ترتيب المواضيع وفقا لأفضليتها .( سمارة  وآخرون، 1989، ص21).

هـ- مقاييس القيم: انطلاقا من كون المحتوى التعليمي الذي يرغب المدرس في تحقيقه وتصبوا إليه الأهداف التربوية عبارة عن مجموعة من القيم وبالتالي على المدرس تقويم تلاميذه في هذا الجانب كقياسه للقيم النظرية الكامنة في البحث عن الحقيقة والمعلومات أو القيم الاقتصادية والجمالية والقيم الدينية والاجتماعية،وتوفير الظروف المؤدية لتحقيقها.

و- مقاييس الشخصية: لا توقف مهام المدرس في إيصال المعلومات وتحيق الأهداف في هذا الجانب بل تمتد إلى معرفته للخصائص الشخصية المتعلمين حيث يمكنه ذلك تخطيط دروسه بصورة جيدة ،واكتشاف مدى تكيف تلاميذه مع المواقف التعليمية ومحاولة حل المشكلات التي تظهر في بروز شخصيات غير سوية بمساعدة المؤهلين بذلك ويشير " توماس" و" شس"1977Tomas et Ches"   أن خصائص شخصية الفرد هي المحددة لنجاحه الدراسي كضعف الضبط الداخلي والتحمل الضعيف للإحباط القلق الزائد، نقص الدافعية لتعلم، مما يشكل عاملا يؤدي إلى ظهور الفشل الدراسي والرسوب.( الظاهر 2002، ص49)

 لهذا يمكن للمدرس الاعتماد على بعض الاختبارات الشخصية لإبراز هذه العوائق لمحاولة إيجاد الطرق المناسبة للتعلم الجيد وإكشاف التكيف في الوسط المدرسي وسلوكات التلاميذ خارج المؤسسات التعليمية والحالة الإنفعالية لهم ويمكن للمدرس الاعتماد على بعض الأساليب منها:

- الإجابة على الاستبيانات التي تشمل مجموعة بنود تشمل الصفات المرغوب دراستها.

- يمكن الاعتماد على الملاحظة بشكليها المقصودة والغير مقصودة.

- يمكن الاعتماد على الطرق الإسقاطية لمجموعة كلمات أو عبارات أو صور.

- القيام بمقابلات مع التلاميذ وذلك قصد اكتشاف حالاتهم الانفعالية ومزاج شخصيتهم.( ماهر، إسماعيل ومحمود كامل، الرافعي،2001،ص109)