الحياة الفكرية في الدولة الحمادية

1. الدولة الحمادية:

1.2. القلعة حاضرة بني حماد:

شرع حماد في بناء مدينته سنة 398هـ/1007-1008م. و بعدما فرغ من ذلك أحاطها بسور من الحجارة يشتمل على ثلاثة أبواب باب الجنان يفضي إلى المسيلة ، و هو في جنوبها الغربي ، و على الجنوب الشرقي بـــــاب جراوة على الطريق المؤدّي إلى برج الغدير،إضافة على باب الأقواس في الجهة الشمالية. و استمرّت مدينة القلعة في النمو و التطور ، حيث أخذ مسارها التطوري عدة مراحل بدايــــة بالقلعــــــــة العســــــكرية الحصينة العاتية ، فالمدينة الواسعة ، لتغدو عاصمة الحماديين وحاضرة دولتهم. و يفيدنا الجغرافي البكري حول التطور الهام الذي عرفته هذه القلعة خصوصا بعد الخراب الذي تعرضت له مدينة القيروان حاضرة المغرب الأدنى لردح مـن الزمن إثر الهجرة الهلالية إلى المنطقة حيث يذكر بأنه " انتقل إليها أكثر أهل إفريقية ، وهي اليوم مقصد التجار، و بها تحلّ الرجال من العراق و الحجاز و مصر والشام وسائر بلاد المغرب " .

وعلى هذا الأساس أخذت مدينة القلعة بنموها و تطورها مكانة القيروان كحاضرة تستقطب السكان و تجذبهم ، حتى أصبحت المدينة كما يصفها الإدريسي " من أكبر البلاد قطرا ،وأكثرها خلقا وأغزرها خيرا ،و أوسعها أموالا ، وأحسنها قصورا ومساكنا". ويضيف ابن خلدون "ورحل إليها من الثغور القاصية و البلد البعيد طلاب العلم وأرباب الصنائع لنفاق أسواق المعارف والحرف والصنائع بها ".