عوامل نمو الحركة الفكرية والتعليمية في المغرب الأوسط

2. التأثير المشرقي على المغرب:

ومن مظاهره:

انتشار المذاهب السنية الفقهية كالمالكي، وغير السنية  المذهبيةكالخارجي الصفري والاباضي والشيعي.

            تأثر المغرب بالمذاهب التي ظهرت في المشرق وانتقلت إلى المغرب وأسهمت في احداث تنوع ثقافي وانتعاش فكري.

            ساهم الكتاب وحركة التأليف في بناء جيل جديد، وفي انعاش الحياة الفكرية كما أسهم في احداث القطيعة بين الموروث البربري القديم الممزوج بالموروث الروماني البزنطي المسيحي.

            أسهمت القبائل العربية في عملية التعريب حيث اندمج الهلاليون في المنظومة الثقافية للعامة للمجتمعات المغرب أوسطية ...

ثانيا: الحركة التجارية:

            طبيعي أنّ هذا الصنف من الرحلة يقوم بشكل أساس على دافع المتاجرة وتبادل المصالح الاقتصادية وتحصيل الربح والمنفعة المادية، حيث كان تجار المغرب الأوسط يتنقلون بين أرجاء العالم الاسلامي بسلعهم فيبيعون ويشترون، يروجون لبضائعهم ويستنفعون بما ينتجه غيرهم من أنواع السلع ومواد التجارة التي لا تنتجها بلادهم وتنطوي على أهمية بالغة في السوق، غير أن ذلك لا يعني أن الحياة الفكرية لم تنتفع بهذا النشاط على اعتبار أن طرق التجارة كانت تسلك كذلك من طرف طلبة العلم الذين يرافقون التجار مع قوافلهم وذلك بقصد طلب العلم والاستزادة من المعارف. ويلفت انتباهنا ابن خلدون في هذا الصدد، إلى مدى أهمية التجارة الخارجية أو تجارة العبور في انعاش الحياة الاقتصادية إذا أحسن التاجر الاستثمار في الأزمة باعتبار فتراتها فرصة سانحة لتحقيق الربح والاستنفاع، وتجشّم عناء المخاطرة في سبيلها، فيقول: "وكذلك نقل السلع من البلد البعيد المسافة أو في شدة الخطر في الطرقات يكون أكثر فائدة للتجار وأعظم أرباحا وأكفل بحوالة الأسواق لأنّ السلعة المنقولة حينئذ تكون قليلة معوزة لبعد مكانها أو شدّة الغرر في طريقها فيقلّ حاملوها ويعزّ وجودها وإذا قلّت وعزّت غلت أثمانها... ولذا تجد التجار الذين يولعون بالدخول إلى بلاد السودان أرفه الناس وأكثرهم أموالا لبعد طريقهم ومشقته... فتجد سلع بلاد السودان قليلة لدينا فتختص بالغلاء وكذلك سلعنا لديهم. فتعظم بضائع التجار من تناقلها ويرسع إليهم الغنى والثروة من أجل ذلك. وكذلك المسافرون من بلادنا إلى المشرق لبعد الشقة أيضا". كما إن الحياة الثقافية تنتعش هي الأخرى كلما كانت المجتمعات تشهد انتعاشا اقتصايا.