المقامات (بديع الزمان الهمذاني، مقامات الحريري، منامات الوهراني)

8. الوهراني

8.3. المنام الكبير

لقد ابتدع الوهراني فن المنامات الأدبية، وقد شهر منامه الكبير الذي حاكى فيه أبا العلاء المعري في رسالة الغفران، قال ابن خلكان: "ولو لم يكن له فيها إلا المنام  الكبير لكفاه، فإنه أتى فيه بكل حلاوة، ولولا طوله لذكرته…".

لقد جمع الوهراني في المنام ألوانا من الأدب والمزاح، فتخيل أنه رأى في المنام كأن القيامة قامت، ومناديا ينادي: هلموا إلى العرض الأكبر، فخرج من قبره حتى بلغ أرض المحشر، فوجد بها كثيرين ممن عرفه وعاصره، فسخر منهم جميعا وذكر ما حوسبوا عليه.

للمؤلف حوالي 44 نصا بين منام ومقامة ورسالة بأطوال مختلفة تتميز :

المنامات: وعددها ثلاث، تناولت مواضيعها عوالم مختلفة بين جن وآخرة تنقل خياله بأسلوب نثري تخللته بعض الأشعار. أكبر المنامات وأشهر المنام الكبير الذي قال عنه ابن خلكان: «وَلَوْ لَمْ يَكنْ لَهُ فِيهَا إلاّ المنامُ الكَبير لَكَفَاهُ، فإنّه أتَى فيهِ بِكُلّ حَلاوَة، وَلَولا طُوله لَذكَرْتُهُ.

المقامات : تناول فيها الوهراني بعض المسائل السياسية والحكم (في الأولى التي كتبها في بغداد) ونقد لظواهر الاجتماعية (في مقامته الثانية في شمس الخلافة) كما لجأ للمدح ( في مقامته الثالثة " المقامة الصقلية ").

الرسائل : وبلغت حوالي 33 رسالة تنوعت مواضيعها بأسلوب أدبي أنطق فيه الجماد والحيوان لتبليغ رسالته.