مجال الأنثروبولوجيا
6. طرق وأدوات البحث الأنثروبولوجي
لقد أصبحت الأنثروبولوجيا علماً يعتمد على مناهج متخصصة في البحث، إلى جانب أنها أصبحت فنا بممارستها بعض الطرق والأدوات الفنية الدقيقة في إجراء بحوثها الحقلية، هذا فضلا عن النظريات الخاصة به كعلم متخصص من العلوم الانسانية، حيث أصبحت الفكرة القائلة "بأنه يتعين على الأنثروبولوجي أن يبحث بنفسه عن البيانات التي تحتاج إليها دراساته بدلاً من الاعتماد على كتابات الرحالة.
حيث أن الدراسة التكاملية في الأنثروبولوجيا لن تتحقق إلا إذا اتصل الباحث اتصالا مباشراً ووثيقا بالمجتمع والثقافة التي يتناولها، وهذا ما يعرف بالدراسة الحقلية أي أن الباحث عليه أن يعايش المجتمع ويلاحظ نظمه ملاحظة مباشرة ودقيقة.
وبالتالي فإن أهم الطرق والأدوات المستخدمة في البحث الأنثروبولوجي يمكن ذكرها على النحو التالي:
1- الملاحظة بالمشاركة: وتعني أن يعيش الباحث أو القائم بالملاحظة مع الأشخاص المطلوب ملاحظتهم لفترة زمنية طويلة نسبيا، قد تمتد إلى ما يقارب سنة من الزمن وذلك للتعمق في فهم خصائصهم الاجتماعية والثقافية والسلوكية والاقتصادية، وقد استخدمت هذه الطريقة في البحوث الأنثروبولوجية وبخاصة في دراسة مجتمعات كلية وثقافات وأحياء ومدن ومصانع وجماعات، ويتعين على الباحث قدر المستطاع أن يصوره تصويرا موضوعياً.
2- الاقامة في مجتمع البحث: حيث تتطلب بالضرورة أن يتعلم الباحث اللغة التي يتحدث بها مجتمع الحث المدروس لكي يسهل التواصل ومعرفة ثقافتهم ونظمهم الاجتماعية وبالتالي يفهم معاني كل كلمة وطريقة استعمالها في مختلف المواقف والمناسبات.
3- الاعتماد على الاخباريين: من خلال الاستعانة ببعض المرشدين أو بعض الاخباريين الذين يكونون في العادة من السكان الأصليين للمجتمع نفسه، ويقومون بدور أساس يتمثل في تقديم المجتمع للباحث، وتعريفه بمختلف ظواهره، ومن بين المواد التي يفيد فيها الباحث الأنثروبولوجي، والتي يحصل عليها بعض الأخباريين، تلك المادة المسجلة سواء فوتوغرافية، أو أشرطة تسجيل مسجل عليها مواد ثقافية عديدة، أو أفلاما لبعض الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، يمكن أن تفيد الباحث فائدة محققة في إجراء بحثه والإلمام بعناصر البناء الاجتماعي لمجتمع بحثه.
4- إجراء المقابلات: فالمقابلة هي أداة للبحث تمثل الحوار اللفظي الذي يتم وجها لوجه بين الباحث القائم بالمقابلة وبين شخص آخر أو مجموعة أشخاص أخرين.
عموما فإن المقابلة تتكون من ثلاثة عناصر متميزة هي:
أ- القائم بالقابلة.
ب- المبحوث
ت-موقف المقابلة.
وهناك ارتباط وثيق بين العناصر الثلاثة على نحو يؤثر في النتائج العامة للمقابلة، ويتوقف نجاح المقابلة إلى حد كبير على مهارة الباحث القائه بها،ومدى فهمه لدوافع السلوك، مبلغ وعيه وإدراكه لمختلف العوامل في الموقف المحيط به.
5- الأدوات المستخدمة في البحث الأنثروبولوجي: فهذه الأدوات متعددة تبدأ بالتسجيل اليومي الكتابي، في جمع المادة الأنثوجرافية من الميدان يتخللها استخدام مجموعة مختلفة من أدوات جمع المادة، سواء كانت أدوات تستخدم للتسجيل الصوتي( كاست) أو تصوير فوتوغرافي للحياة اليومية في المجتمع ، حتى ايضا التصوير المرئي او ما يعرف بالأنثربولوجيا المرئية.
6- دراسة الحالة: فهي تمثل أداة تحليلية للسلوك والمواقف الاجتماعية، وطريقة للتعمق الكيفي في فهم الظواهر، والحالة التي يدرسها الباحث قد تكون شخصا أو جماعة مثل السرة أو مجتمع محلي، والهدف من دراسة الحالة هو البحث التفصيلي لكافة جوانب الحياة المراد دراستها، ويمكن استخلاص أهم خصائص دراسة الحالة كمايلي:
- أنها طريقة للحصول على معلومات شاملة عن الحالة المدروسة.
- أنها طريقة للتحليل الكيفي للظواهر والحالات.
- أنها طريقة تهتم بالموقف الكلي وبمختلف العوامل المؤثرة فيه والعمليات التي يشهدها.
- أنها طريقة تتبعيه، أي أنها تعتمد على اعتماد كبيراً على عنصر الزمن، ومن ثم فهي تهتم بالدراسة التاريخية.
- أنها منهج ديناميكي لا يقتصر على بحث الحالة الراهنة.