مفهوم جمهور وسائل الإعلام وتطوره التاريخي

1. أولا: مفهوم جمهور وسائل الإعلام

أولا: مفهوم جمهور وسائل الإعلام

     يعتبر الجمهور العنصر الرابع في سلسلة عملية الإعلام المترابطة والمتداخلة، وقد حظي هذا الأخير باهتمام الباحثين في الإعلام والاتصال، على اعتبار أن الغاية من الرسائل الإعلامية هي وصولها إلى الجمهور المستهدف ثم تأثيرها عليه.

    نلاحظ بأن الجمهور المستهدف من عملية الاتصال الجماهيري، تحدده أربع سمات أو خصائص رئيسية وهي:

1-ضخامة الحجم: ونقصد بها كثرة العدد وانتشاره وتشتته وتباعده بالشكل الذي لا يمكن معه تحقيق الاتصال المباشر مع القائم بالاتصال.

2-عدم معرفة القائم بالاتصال لهذا الجمهور: ومعنى هذا أن القائم بالاتصال يجهل سمات هذا الجمهور ولا يعرف خصائصه.

3-التباين: والمقصود بهذا هو تباين أفراد الجمهور في السمات والخصائص، حيث يضم طبقات وفئات مختلفة في التحصيل الثقافي والاقتصادي والمهني، وحتى المنزلة أو المكانة الاجتماعية.

4-غياب التواصل الاجتماعي: والمقصود بهذا غياب التواصل بين أفراد الجمهور، لأنهم منعزلون عن بعضهم ولا يملكون القدرة على التوحد أو الدخول في تنظيمات اجتماعية متماسكة.

1-مفهوم الجمهور لغة:

     جاء في لسان العرب لابن منظور أنها كلمة مأخوذة من كلمة الجمهرة، وهو عدد من الناس، ويقال جمهور الناس أي جلهم، وجماهير القوم أي أشرافهم.

2-مفهوم الجمهور اصطلاحا:

     هناك اختلاف وتباين في تحديد مفهوم الجمهور عند العديد من الباحثين، فكل يعرفه من وجهة نظره أو من وجهة المدرسة التي ينتمي إليها أو وفق الحقبة الزمنية التي وضع فيها التعريف، ومنه سنورد أهم التعاريف الاصطلاحية حول الجمهور والأكثر تداولا:

*تعرفه جيهان أحمد رشتي على أنه: مجموعة كبيرة من الناس تضم مختلف الطبقات الاجتماعية.

*وعرفه الباحثان ملفير ديفلر milver وروكتيش roktech على أنه: مجموعة كبيرة من الأفراد تنقسم إلى طبقات متميزة، تختلف في المدركات والعادات والاهتمامات.

*يقصد به كذلك: جماعة من الناس تتميز بصفات خاصة لم يرتبط أفرادها بروابط معينة وهذه الجماعة تقع في محيط نشاط المنشأة أو التنظيم أو المؤسسة الإعلامية تؤثر وتتأثر بهذا المحيط.

*يعرفه علي قسايسية على أنه: اشتراك مجموعة من الناس في التعرض للرسائل التي تقدمها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، وفي مختلف مراحل تطورها.

     كما أن مصطلح الجمهور، يستعمل للدلالة على الجمهور كظاهرة سوسيولوجية ارتبط ظهورها وتطورها بانتشار استعمال وسائل الإعلام في المجتمعات الحديثة وما بعد الحداثة.

*كما عرفت الباحثة سعاد جبر سعيد الجمهور: انطلاقا من التعريف الاصطلاحي لمفردة mass التي يقابلها في العربية كلمة جمهرة أو حشد وهي مستمدة من الكلمة الإغريقية maza وتعني وجبة الشعير، وقد استخدمت للتعبير عن الكمية الكبيرة غير القابلة للعد، وكذلك للدلالة على العدد الكبير من الأفراد حشدا كان أو جمهرة.

*المفاهيم المشابهة لمفهوم الجمهور

-الجماعة: تتميز بأن أعضائها يعرفون بعضهم بعضا، وهم واعون بعضويتهم المشتركة في الجماعة ويتقاسمون نفس القيم، لهم بنية معرفية لعلاقاتهم وهي مستمرة في الزمن، ويعملون من خلالها على تحقيق أهداف مشتركة ومخططة سلفا.

-الحشد: وهو أوسع من الجماعة، وهو ظاهرة ذات وجود مكاني وزماني محدد وقصير، فهو تجمع لعدد كبير من الأفراد الذين يتعرضون في نفس الزمن والمكان لبعض المتغيرات النفسية والتي توجههم اتجاه معين، ويتميز الحشد بزيادة درجة الانفعال وسيطرة الغرائز والدوافع الكامنة.

-الجمهور العام: هو أكبر حجما من التجمعات الأخرى، أعضاؤه أكثر تبعثرا، ومتباعدون في المكان وأحيانا في الزمن ولكنه ذو ديمومة أطول، يتشكل حول قضية مشتركة في الحياة العامة، هدفه الرئيسي تكوين اهتمام أو رأي عام حول قضية أو مجموعة من القضايا للوصول إلى تغيير معين.