المحاضرة الثالثة: الإعلام

1. مفهوم الاعلام

يرتبط مفهوم الاعلام عند الكثير من الدارسين بمفهوم الاتصال على اساس انه اعلام ولكن على العموم يمكننا القول انه اذا كان الاعلام يعني اساسا المعطيات والاخبار والمعلومات فالاتصال يستلزم الحوار ووجود علاقات واذا كان الاعلام يعبر عادة عن شيء ثابت فالاتصال عبارة في الغالب عن عملية انه بفعل الاعلام يجعله امرا عمليا ومن ثم قد يوجد اعلام دون علاقة اتصالية ولكن لا يمكن ان يكون هناك اتصال دون اعلام.فالاتصال اشمل وللتفرقة بين الاعلام والاتصال يمكن ان نركز على معنيين هاميين:

الاتصال ذو معنى اجتماعي والاعلام يحمل معنى اعلامي يركز على الجانب التقني الذي يحقق عملية الاعلام والاتصال في آن واحد ، ومن هنا علينا ان نبحث ونركز على المعنى العلمي والتقني للاعلام.

لغة : كلمة مشتقة من العلم ( الدراية) فتقول العرب استعلمه الخبر فاعلمه اياه ، اي صار يعرف الخبر بعد ان طلب معرفته.

  فلغويا نقصد بالاعلام نقل الخبر ولكن من الناحية العملية ينتقل الاعلام من مجرد نقل الخبر الى عملية تزويد الناس بالاخبار الصحفية والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة

اصطلاحا: حسب المفكر الاتصالي فيرنان تيري فان الاعلام هو نشر الوقائع والاراء في صيغة مناسبة بواسطة الالفاظ او الاشارات او الاصوات او الصور . وبصفة عامة بواسطة جميع العلامات التي يفهمها الجمهور وفي الحقيقة الاعلام مفهوم عصري ينطبق خاصة على عملية الاتصال التي تستعمل الوسائل العصرية من صحافة واذاعة وتلفزة واقمار صناعية وانترنت والوسائط ، وكلمة الاعلام هي كلمة مستحدثة مترجمة من اللغات الاوروبية ولان الاعلام قد ارتبط دائما بالاتصال فهناك من جعله وظيفة من وظائف الاتصال وهذا مااتفقت عليه اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال من خلال تقريرها الصادر عن اليونسكو  عام 1973 حيث جاء في توصياتها على ان الاعلام هو جمع وتخزين ومعالجة ونشر الانباء والبيانات والصور والحقائق والرسائل والاراء والتعليقات المطلوبة من اجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والدولية ، التصرف اتجاهها عن علم ومعرفة والوصول الى وضع يمكن من اتخاذ القرارات السليمة.

فنص هذا التعريف ينص على شيئين اساسيين في وجود عملية الاعلام وهما: الصيغة والشيوع ، فالصيغة تنطبع بنوع الوسيلة وحسب الحاسة الموجهة اليها من سمع، بصر، لمس ، اما شيوع الخبر ونشر الوقائع فذلك يجعلها معروفة عند عدد كبير من الناس.

.