الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد الرافدين
1. الحياة الاقتصادية : الزراعة
كانت لها مكانة هامة في الحياة الاقتصادية ، و كان يعمل بها، ويعيش منها غالبية السكان، وقد هيأت الطبيعة الأرض و المياه خاصة في المنطقة الوسطى و الجنوبية، وقد استخدموا أدوات زراعية في البداية ( كانت مصنوعة من الحجارة)، ثم استخدموا الخشب و المعدن، فاخترعت المحراث، المناجم ... ، ومن أهم المحاصيل الزراعية ، القمح، الشعير، الذرة، و ادخل الأرز في العهد الاشوري عن طريق ايران، كما اهتموا بأشجار النخيل، التين، وكانت زراعة الحبوب قائمة على الري، القادرة على انتاج المحاصيل ، ويمكن التعويل عليه دون الاعتماد على الأمطار، كما أن هذه الأنواع سهلة للتخزين، و بامكانه أن يقدم اكبر غلة مقابل الجهد المطلوب في ظل الظروف المناخية.
ملاحظة: إن التنظيم الاقتصادي الداخلي للمدن مبهما، ولكن من المقبول الافتراض بأنه لم يختلف في جوهره عن تنظيم المجتمعات القروية التي نجدها في جميع أنحاء الشرق القديم، تضمنها الأقاليم داخل محيط من الحقول في الأراضي المشاعة فرب المدينة، حيث يجني المزارعون حصادهم، و للإشارة أنه أية مدينة كانت تتكون من هذا الاسم بالمعنى الضيق.
اما فيما يتعلق بملكية الأرض، فقد كانت في أيدي الملوك و القصور و المعابد، ففي عهد سومر تشكلت ملكيات كبيرة، وكان الملك صاحب جميع الأراضي، وكذلك لزوجته، وموظفي الدولة أملاك خاصة بهم، وهناك أملاك كانت توزع على المحاربين، الموظفين مقابل خدمات، أما أملاك المعابد فكانت تستثمر بطريقتين عن طريق الإيجار لمزارعين أحرار، أو تستثمر من طرف المعبد، أما الخاصة فكانت تستثمر مباشرة أو يتم تأجيرها .