البابليون والآشوريون.
2. أصل وتاريخ الآشوريون
أصلهم:
يعتبر الآشوريون من الأقوام العربية السامية، قدموا من سوريا إلى شمال العراق حيث استقروا في منطقة حوض دجلة الأوسط و تتميز هذه المنطقة بطابعها الجبلي وكثرة الوديان و الغابات و المراعي الطبيعية .
أصبح يطلق اسم الآشوريون على سكان مدينة لم تزل أطلالها تقع في المنطقة الجبلية المحصورة بين نهري الراب الأعلى و الأسفل و تذكرها الكتابات القديمة باسم آشور، و تبين لنا الرسومات و النقوش التي خلفها الآشوريون لأشخاصهم أنهم كانوا يشكلون خليطا من البؤر البشرية المحلية في بلاد مابين النهرين ومن البؤر البشرية التي تعود بأصولها إلى الأرض الأرمينية ولكن الآشوريون لم يعترفوا إلا بأصلهم المحلي و يأكد ذلك المؤسس الفعلي للإمبراطورية الآشورية الحديثة الملك (آسار جدون) بقوله أن أبناءه و أجداده يعودون في أصلهم إلى ( أنليل باني ) بن ( أو . آسي) و هذا الأخير اسم يعود إلى اللهجة المحلية يطلق عليها اسم ( السامية).
تاريخ الآشوريين:
داخل دولة حمورابي بالذات كانت العناصر الآشورية تهيء نفسها لدور فعال في تاريخ البلاد فأنشأ أحدهم " صارجون الأول " غير صارجون الأكادي منذ عام1775 ق م دولة اقتصرت في البدء على منطقتي كردستان و الموصل و أعلنت مدينة آشور ثم مدينة نينوى عاصمة لهذه الدولة. لكن الغزوات الحديثة التي قضت على بابل اجتاحت دولة آشور الفتية.
و ما انحصر الخطر الحثي حتى قام " تغلات فلاصر " الأول يعيد تنظيم الدولة الآشورية، و أعدها حتى استطاعت أيام آشور ناصر بال أن تنتقل إلى مرحلة الفتوح، و بفضل تفوقها العسكري استطاعت احتلال آسيا الصغرى وفينيقيا و فلسطين و مصر.