دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية
1. دور الأسرة في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات
ان دور الأسرة الأساسي يتمثل فـي ضـمان التربيـة السـليمة للطفـل مـن جميـع النـواحي الجسـمية، الفكريـة، النفسـية، الدينيـة، والسـلوكية، حتـى ينشـأ نشـأة سـوية واعـداده ليكـون عنصـرا فـاعلا فـي مجتمعـه، فالتربيـة التـي يمنحها الوالدان تشكل أول خط دفاعي وأول حصانة ضـد الآفـات الاجتماعيـة التـي سـيواجها الطفـل فـي حياتـه اليومية خارج البيت. كما أن الأسرة من خـلال حمايـة أفـراد الأسـرة تـدفع عـنهم كـل خطـر يهــدد حيـاتهم، سـواء مـن التصـرفات غير الاجتماعية أو غير ذلك ، وحماية الأفراد من خطر تعـاطي المخـدرات إنمـا يـتم للأسـرة مـن خـلال حـديث الأب مـع أبنائـه وتبصــيرهم بهــذا الخطـر الـداهم، وجـذب انتبـاههم لمواجهـة هـذه المشـكلة المجتمعيـة الخطيــرة بإمـدادهم بـبعض الكتـب والمنشـورات التـي تحـثهم علـى تكـوين اتجاهـات سـالبة نحــو المخـدرات والعقـاقير، وفـي حالـة خطـأ أحـد الأبنـاء وانحرافـه لتعـاطي المخــدرات، علــى الأب أن يصـطحب ابنـه لأقـرب مؤسسـة علاجيـة حينما يشاهد عليه أ يا من السمات التي يمكـن من خلالها الحكم على هذا الابن أنه يتعاطى المخدرات.
ومن خلال وظيفة المراقبة والضبط الاجتماعي.. يمكن للأسرة أن تربي فـي أبنائها مراقبة الله عز وجل ، وأن يتقي الله في أي مكان كان، حيث قال رسول الله " اتق الله حيثما كنت " وحينما تكون المراقبة الذاتية هي عنوان الفرد في كـل مكـان وفي سائر سلوكه وتصرفاته، سيتم تنمية الصلة بالله تعالى، والأسرة حينما تحـرص على ذلك فهي تقوي الصلة بين العبد وربه ، ويكـون بـذلك لـدى الفـرد ســياج منيــع وحصـن شـامخ عـن تعـاطي المخدرات ومن خلال التربية داخل الأسرة عن طريق التعليم غير المقصود يمكن تربية الطفـل علـى الأخـلاق الإسلامية العليا، بأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفـالهم وبقيـة أفـراد الأسـرة، لأن الناشـئة فـي الأسـرة يتعلمـون عن طريق التقليـد والمحاكـاة لكـل السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الكبار. وحينما تكون الأسرة قـدوة صـالحة لأبنائهـا ستصـدق أعمالهـا وأقوالهـا، وينشــأ الفتـى فـي بيئـة نقيـة بـإذن الله بعيدة عن الانحراف، وترسم لهم الأسرة بـذلك الطريـق السليم بعيداً عن تعاطي المخدرات والسلوكيات المنحرفة الأخـرى .وكـذلك علـى الأسـرة أن تطهـر دائمـاً البيئـة الاجتماعيـة التـي يعـيش فيهـا الابـن مـن كـل السـلوكيات الخاطئة، وكل ما يسبب ذلك. وقد وجد أن كثيرا جرائم التعاطي المخدرات والانحرافات إنمـا تــتم فــي الأسـر المفككـة التـي تكثـر فيهـا الخلافات العائلية ويحدث فيها الشـقاق بـين الوالـدين والأبناء، ولكن يمكـن للأسـرة مـن خـلال سـيادة جـو الوفـاق وروح الاطمئنـان والاسـتقرار العـائلي أن تحكـم عمليـة الإشـراف والرقابـة وحسـن التربيـة للأبنـاء، وعلـى الأسـرة بـذلك أن تتخطى أي عقبات أو مؤثرات قد تدفع لحدوث تفكك وشقاق بها حتـى لا تلحـق آثاره بالأبناء. وكـذلك وجـد أن جـرائم تعـاطي المخـدرات إنمـا تكثـر فـي الأسـر التـي يغيـب الأب فيهـا لفتـرة طويلـة خـارج المنزل، سواء في العمل أم السفر للخارج أم غيره، واذا كان عمر بن الخطـاب رضـي الله عنـه أمـر بـألا يغيـب الرجـل عـن بيتـه حتـى فـي حالـة الحـرب عـن أربعـة شـهور، فبــالأحرى يجـب ألا يغيـب الأب عـن الأسـرة فــي الظـروف العاديـة لهذه المدة، واذا كان من الضروري تغيب الأب مـثلاً للسـفر (وهـو ضـروري اليـوم) فعلـى الأم وبقية أفراد الأسرة من الأجداد والأخوال والأعمام، القيام بـدور المراقبـة وتولي مهام الأب وقت غيابه . وهناك مجموعة من الأمور يجب على الأسرة مراعاتها للوقاية من تعـاطي الأبنـاء المخدرات أهمها :
-يجب أن تودع الأسرة أبناءها على استثمار وقت الفراغ في عمل مفيد .
-يجب على الأسرة ألا تستقدم الخدم للعمل في المنزل قبـل التأكـد مـن حسـن أخلاقهم .
-يجب أن تنمي الأسرة جانب الصدق مع الأبناء والتحذير من الكـذب وعواقبـه الوخيمة.
- يجب أن تشرف الأسرة على اختيار أبنائهم لأصدقائهم ، سواء فـي المنـزل أو المدرسة أو النادي أو غيره.
-يجب على الأسرة أن تتابع الأبناء د ارسياً ، خاصة عنـد الرسـوب أو التخلـف الد ارسي؟
-يجب على الأسـرة أن تسـتقدم للأبنـاء وسـائل تـرويح مفيـدة ، وكـذلك اقتيـادهم للأنديـة الرياضـية والاجتماعيـة مع المراقبة عليهم
- يجب ألا تتمادى الأسرة في خروج الأم للعمل خارج المنـزل إلا فـي حـالات الضرورة القصوى، كفقد العائل أو ضآلة راتبه مثلاً.
- يجب على الأسرة أن تعود أبناءها على حضور الصلاة في جماعة في المسـجد دائماً من خلال ترغيب
وترهيب جيد، حتى يمكن لها أن تقييهم من الانزلاق إلـى الرذيلة والاستجابة لدعاة الشر والفساد من رواد تعاطي المخدرات -كما يجب عليها أيضاً أن تقوي صلة الأبناء بالله والتقرب إليـه لمـلء الفـراغ الروحي لديهم، وا مان يكون ذلك بوجود القدوة الصالحة وأسلوب التربية الرشيد.