تحديد الجغرافيا الطبيعية والبشرية لبلاد المغرب القديم
4. الجغرافية البشرية لبلاد المغرب القديم
اصل السكان:
يتوفر لدراسة أصل سكان المغرب القديم مصدران، يتمثل أحدهما في المصادر الأدبية ، ثم البقايا الأثرية والأنثروبولوجية المكتشفة حديثا، ففيما يخص المصادر الكتابية يذكر هيرودوت أن ليبيا تقطنها أربع أمم لا أكثر، اثنتان منهما أصليتان، واثنتان وافدتان، فالليبيون في الشمال والإثيوبيون في جنوب ليبيا أصليون، أما الفينيقيون والإغريق فإنهم استقروا فيها فيما بعد ، وفي موضع آخر يقول" المنطقة الساحلية من ليبيا الممتدة من مصر إلى رأس سوليس الذي يسجل نهاية القارة الليبية إلى الغرب آهلة بالليبيين"، وهو ما يعني ضمنيا الوحدة الاثنية(ethnique )لسكان شمال إفريقيا من مصر إلى المحيط الأطلسي.
ويذكر سالوست أن الليبيين مع الجيتول من سكان إفريقيا الأصليين ثم يضيف إلى جانبهم الميديين والأرمن والفرس الذين جاؤوا من إسبانيا بعد موت قائدهم هرقل، فامتزج الميديون والأرمن بالليبيين، بينما امتزج الفرس بالجيتول، ونتيجة لامتزاج العرقين الأخيرين ظهر"المور"الذين عاشوا حياة الاستقرار بينما اضطر الجيتول والفرس إلى حياة الترحال، فعرفوا ب" الرحل" (Nomades ) وبذلك ظهرت تسميات جديدة مع الرومان.
أما من حيث الجانب الأثري والأنثرو بولوجي فلا يستبعد الكثير من الباحثين أن يكون الليبيون والبربر أصليون في المنطقة من ذرية الإنسان المشتاوي، والإنسان القفصي الذي وجد في المنطقة منذ عصر الحجارة المصقولة وعاش فيها طوال فترة العصر الحجري القديم الأعلى والعصر الحجري الحديث. الجسم ، كما يظهر ذلك في أماكن تواجد بقاياه العظمية التي تؤرخ ب 6آلاف سنة ق م في كلومناطة بالغرب الجزائري