الاكتساب اللغوي
1. تعريف الاكتساب اللغوي
تُعَدُّ نظرية اكتساب اللغة وتعلُّمها، من أهم الإشكالات التي عرَفتْها الساحة العلميَّة اللغوية والاجتماعية؛ فقد توسع نطاق اهتمامات علوم اللغة الحديثة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الجوانب النظرية والتحليلية - كما كان في السابق - بل تعدَّاه إلى ظهور علوم تطبيقيَّة تعتمد الملاحظة والتجارِب والتطبيقات الفعَّالة في الواقع المحسوس الملموس، ومن بين هذه الاهتمامات التي شملتها العلوم اللغوية: دراسة نمو الطفل اللغوي، ودراسة مشاكل النطق والتخاطب ومهارات الاتصال اللغوي، وكل الموضوعات التي تربط اللغة بالمجتمع.
ولهذا فيعد اكتساب اللغة من أهم مجالات الدراسة والبحث في علم اللغة النفسي، سواء أكانت اللغة الأم أم اللغة الثانية (الأجنبية)، ولهذا فالاكتساب اللغوي هو الميدان الذي تتضح فيه العلاقة الحقيقية بين علم اللغة وعلم النفس.
ومن البديهي أن الطفل الذي يعيش مرحلة طفولته في بيئة معينة، يكتسب اللغة التي تميزها بشكل طبيعي، فيتلقاها من الوالدين أو من مربيه أو أقرانه، وهذا يعني أن اللغة لا تورث ولا علاقة لها بالأصل أو العرق أو الجنس[1].
واللغة التي ينطق بها تسمى (اللغة الأم)، أو (اللغة الأولى)، وإن اكتسبها قبل غيرها في مرحلة طفولته بشكل طبيعي، وإن لم تكن لغة والديه أو أجداده، ولهذا فيمكن القول إن العربي نسبا لا يعد عربيا لغة إذا لم يكتسب هذه اللغة في طفولته، ومن يكتسب اللغة العربية من بيئتها في طفولته يعد عربيا وإن لم يكن عربي الأصل أوالعرق.