مملكتي الكانم والبورنو
4. الحياة الثقافية في المملكة
بعد دخول الإسلام إلى السودان الأوسط وتأسيس مملكة الكانم في القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي 3ه/9م، اتجه الكانميون إلى التعليم وجدوا في طلبه لأن الإسلام يلزم المسلمين بمعرفة شيء من القرآن الكريم وفقه أداء الفرائض مثل الصلاة والزكاة والصوم وغيرها ما أدى بالكانميين إلى التوجه إلى طلب العلم وأصبح من بين شروط تولي المناصب العليا في المملكة التفقه في الدين. فشهدت مملكة الكانم نظاما تعليميا على غرار الذي كان سائدا في المشرق والمغرب ، فأنشئت دور التعليم في مملكة الكانم وغيرها من الممالك الإسلامية في السودان الأوسط والغربي . وتنوعت مصادر التعليم بالكانم وسنورد ما وجد منها في تلك الفترة:
-أولا- المسجد:وهو من أهم دور التعليم في مملكة الكانم وغيرها من الممالك الإسلامية في العصور الوسطى
-ثانيا-المسيج: وهو المسجد الصغير في القرى والأحياء والمضارب.
-ثالثا: منازل العلماء وقصور السلاطين والأمراء وكبار التجار.
-رابعا-الكتاب: وهو مكان تدريس الصبية القرآن الكريم.
أما منهج الدراسة وأساليب التدريس ولغة التدريس والإجازات العلمية فتلخص في التلقين والتحفيظ و التسميع، والمذاكرة الفردية والجماعية ، واللغة العربية الفصحى كانت هي السائدة في عملية التدريس، كما أن التعليم في المساجد يبدأ بدراسة القرآن الكريم و العقيدة والأحاديث النبوية المطهرة والفقه والنحو والصرف والأدب والتاريخ والحساب والجغرافيا الفلكية وغير ذلك من العلوم، ومن بين العلماء الكانميين ما يلي:
- محمد البكري الذي اشتهر بالعمل في مجال التدريس بالكانم وتوفي905ه. وخلف العديد من المؤلفات والتلاميذ الذين حملوا رسالته العلمية ،ومن أشهر تلميذته الشيخ محمد بن سليمان والشيخ الطاهر بن إبراهيم والشيخ عبد الله البكاوي.
- أبو بكر الباركوم الذي ترك العديد من الكتب والمؤلفات الإسلامية منها الدور اللامع ومنار الجوامع في علم الصرف ، ونظم الحكم ،وله مجموعة من القصائد الشعرية.
وقد توفرت عدة عوامل ساعدت على ازدهار حركة القوافل التجارية بين مملكة الكانم وشمال إفريقيا، خاصة المغرب الأدنى وطرابلس منها:
_ عدم وجود حواجز طبيعية كالجبال العالية والأنهار.
- اختلاط العناصر السكانية فيما بينها ، حيث أن كثير من القبائل المستقرة في منطقة بحيرة تشاد أصولها الأولى من الشمال، كما استقرت في المغرب الأدنى ومنطقة فزان كثير من قبائل بحيرة تشاد الإفريقية
- القرب الجغرافي، حيث أن منطقة ليبيا والمغرب الأدنى هي الأقرب لمملكة الكانم من المغرب الأوسط والمغرب الأدنى، فكونت معها علاقات اقتصادية كبيرة.