مدخل الي المقياس
2. اهداف البحث
حدد كريستنسينChristensen (1977) أربعة أهداف للعلم وهي: الوصف، التفسير ،التنبؤ، الانتاج
2-1 الوصف: يصف بدقة كبيرة الظاهرة الخاصة بالدراسة ، والمقصود بوصف الظاهرة هو تحديد مكوناتها ودرجة أهمية كل مكون منها ، إذ أمكن.
التفسير : ويتعلق بتفسير ظهور الظاهرة نفسها وتحديد أسباب ظهورها، مما يقتضي معرفة الشروط الضرورية لظهورها. ولما كانت هناك في معظم الأحيان عدة عوامل تؤدي إلى استثارة الظاهر، فإن الأمر يقتضي التأن في تفسير ظهورها، والقيام بمراجعة التفسير الذي تم تقديمه، إذا تمت ملاحظة شروط جديدة أو إذا تم إدخال عوامل مسبقة
التنبؤ: وهو هدف لا يتم تحقيقه مالم تتقدم معرفتنا للظواهر المدروسة، مما يسمح بإمكانية التنبؤ بها وهذه القدرة تستند إلى المعرفة الدقيقة لشروط المشجعة لظهور هذه الظاهرة .
الانتاج (الضبط): الهدف الاخير للعلم والغاية منه إنتاج ظاهرة معينة برغبة العالم ، عن طريق توافر الشروط والعوامل المؤدية إلى ظهورها، فعملية انتاج الظاهرة تتم عندما نعرف الشروط المتحكمة في انتاجها واحداثها ، مما يقتضي معرفة دقيقة وعميقة بالظواهر(Michèle.R.1988 ,38)
وهذا يعني أن عملية المعرفة والبحث تبدأ بالوصف ظاهرة ما من خلال ملاحظتها وتصنيفها، وهذا يتطلب قدرة الباحث على إقامة الدليل على أن ظاهرة ما موجودة فعلا، وتحديد مدى توافرها، وتحديد مظاهر السمات النفسية والتربوية، والتعرف على جميع المتغيرات المرتبطة بها، من حيث تحديد درجة تأثير كل متغير من هذ المتغيرات (دراسات جون بياجه بدأت بملاحظة أطفاله ومن ثم وصفه وصفا دقيقا ). والباحث لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعداه الى التعرف على أسبابها وكيفية حدوثها والعوامل التي ساهمت في إحداثها، ويقدم أسبابه وتعليلاته في صورة علاقة أو تعميم يحدد من خلاله المتغيرات أو العوامل التي أثرت في الظاهرة إضافة للكيفية التي عملت بها هذه الاسباب أو العوامل عندئذ يكون الباحث في مستو ى التنبؤ الذي نعني به الكيفية التي تنطبق بها تلك التعميمات على موقف جديدة، أو بمعنى آخر قدرة الباحث على توقع حدث قبل وقوعه فعلاً، أما لو كانت قدرة الباحث على التنبؤ ضعيفة دلّ ذلك عل وجود فجوة في تفسيرات تلك الظاهرة موضوع الدراسة (مثال: المعلم الذي فهم العوامل التي تؤدي بالطالب للتفوق في الدراسة فإنه قادر على التنبؤ بمن سيكون من طلبته متفوقا، ومن سيكون فاشلا في دراسته). ولا يتوقف الباحث عند وصف وتفسير والتنبؤ بل يتجاوز الى التحكم في الظاهرة ومن ثم العمل على ضبط حدوثها ، والضبط بهذا المعني يشير إلى العملية التي من خلالها يتم العمل على ضبط الظروف والعوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة ما ن بحيث يتمكن الباحث من التحكم بها ويجعل عدم حدوثها أمرا محتملا. إن السيطرة أو الضبط هو التحكم في الأسباب المؤدية إلى حدوث الظاهرة وليس السيطرة على الظاهرة نفسها مثال : إذا علمنا من مراجعة الأدب التربوي أن الاحباط يؤدي إلى ممارسة السلوك العدواني بناء على هذا الافتراض يمكن التحكم في سلوك الأفراد، فإشباع المعلم لحاجات الطلاب داخل الصف يؤدي إلى عدم الإحباط وبالتالي تقليل السلوكات العدوانية(تـحكم المعلم بدرجات الاشباع) . وعدم اشباع حاجات الطلبة يدفعهم الى ممارسة السلوكات العدوانية
ملاحظة: الغرض من البحث وطبيعته هو الذي يحدد مستوى الهدف المراد تحقيقه. اذا اراد باحث ان يتعرف على مستوى التفكير الناقد لدى طلبة الصف الثالث ثانوي من وجه نظر الاساتذة من حيث كونه عالي، متوسط، أو متدني (مستوى الوصف).أما اذا أراد بحث العلاقة السببية بين مستوى التفكير الناقد وبعض العوامل المؤثرة فيه كالذكاء، ومهارات التحليل وحل المشكلات ... وغيرها يكون في مستوى التفسير. ويختبر القدرة على التنبؤ بمستوى التفكير الناقد للطلبة في المستقبل سيكون أعلى في ضوء العلاقة التفسيرية اذا افترض مثلا أن استراتيجيات التدريس تساهم في تنمية مستوى التفكير الناقد لدى الطلبة (مستوى التنبؤ) واذا تمكن الباحث من التحكم في العوامل المؤثرة في استجاباتهم ووضعهم في موقف تجريبيي مثلا كدراسة أثر استراتيجية العصف الذهني على مستوى التفكير الناقد لدى الطلبة فإن الباحث قادر على التحكم في الموقف التجريبي أو المتغير المستقل (استراتيجية العصف الذهني) ومستوى التفكير الناقد باعتباره متغير تابع وتعميم النشاطات التي تحسن من مستوى التفكير الناقد لهؤلاء الطلبة.