مملكة الفونج في السودان الشرقي

5. تدهور المملكة وسقوطها

بلغت دولة الفونج أوج قوتها واتساعها في عهد السلطان بادي أبوشلوخ ، إذ تحققت في عهده أعظم انتصاراتها على الحبشة وكردفان غير أن هذا العهد كان يحمل في طياته بداية النهاية لهذه الدولة فقد طغى الملك بادي وانغمس في اللهو والفساد مما أدي إلي تحويل السلطة للهمج بزعامة الشيخ محمد أبولكيلك قائد الجيش في كردفان ، وتم عزل السلطان بادي ، وتولي الملك ابنه ناصر سنة1751م وكان ضعيفا ، فصار الحـــل والربط بين الهمج وتغلبوا على الفونج.

وبدأ عهد الضعف والإنهيار ، وأصبحت القوة هي الطابع الأساسي الذي ينظم علاقة الحاكم بشعبه ، وبدأ عهد الصراع بين الوزراء والملوك ، وانتهي عهد الشوري ، وامتد الصراع إلي الهمج أنفسهم فكثر القتل والعزل بين الملوك والوزراء والخلافات والحروب الأهلية .

حتي إذا دخلت جيوش محمد علي باشا بقيادة ابنـــه اسماعيل لم نجد أي مقاومة تذكر، ولم يسع زعماء سنّار الا التسليم والطاعة ، ووقع بادي السادس آخر ملوك سنار تنازلا عن جميع سلطاته لخليفة المسلمين بالقسطنطينية مبايعا له في 13 يونيو سنة 1821، وكان ذلك ختاما ونهاية لدولة الفونج الإسلامية التي ظلت تحكم السودان مايزيد على ثلاثة قرون .