تاريخ وفلسفة كرة القدم
3. شيوع اللعبة في القرون الوسطى
ومع مرور العصور زاد شيوع اللعبة وانتشارها ، ونشأت مع ذلك إقامة الأهداف . وما أن حلت القرون الوسطى حتى كانت الكرة الجلدية المألوفة اليوم قيد الاستعمال . وجرت العادة آنئذ أن يقدم اسكافيو المدن سنويا وفي الأعياد الخاصة كرة جلدية يساوي ثمنها قرابة 170 فلسا كهبة منهم إلى تجار الأقمشة والأجواخ ، كي يلعبوا بها قدر استطاعتهم قبل أن يشترك معهم جميع سكان البلدة أو المدينة ، ويذهبوا بها يتقاذفونها ويزأرون عبر الطرقات والأزقة ، كما يفعل الرعاع والسوقة في أيامنا هذه تماما
وفي أيام المباريات كانت الحوانيت تغلق أبوابها وتغطى النوافذ بالحواجز الخشبية ، لأنه إذا ضرب أحدهم الكرة ودخلت أحد البيوت ، تبعها الجميع حيثما استقرت .
وفي بعض الأحيان كانت جميع نساء القرية المتزوجات ينازلن جميع النساء غير المتزوجات ، وكثيرا ما فزن عليهن فوزا ساحقا . وفي الريف كانت قريتان أو ثلاث قرى تتحد معا لمبارزة قرى أخرى . وفي الحالة الأخيرة كانت تفصل بين الهدف والآخر مسافة أربعة أميال . وكان تعداد كل فريق يبلغ عدة مئات ، يلاحقون الكرة عبر الأنهر والمستنقعات والمزارع . ولم تلبث مباريات كرة القدم أن أصبحت شائعة مألوفة إلى حد جعل ملوك انكلترا يخشون أن ينصرف الشبان عن التفنن برياضة (( النبالة )) ( القوس والناشب ) ، وأن تهبط من جراء ذلك مهارة الجنود في الحرب . وقد تجلى ذلك بوضوح في الحرب ضد اسكتلنده خلال القرن الثالث عشر ، عندما ظهر ميل بيـّن لدى الجيشين المتحاربين إلى خوض مباريات في كرة القدم ضد بعضهم البعض ، بدلا من خوض غمار المعارك الدامية . ولذلك حرّمت هذه اللعبة وظلت غير شرعية لمدة مائتي سنة .