الأهداف التدريسية و التربوية
4. مصادر اشتقاق الأهداف
تشتق الأهداف من عدة مصادر، و كل مصدر له أهميته ووزنه في عملية اشتقاق الأهداف، و تلك المصادر هي :
فلسفة المجتمع و حاجاته : لكل مجتمع مبادئ و قيم و اتجاهات التي تقوم عليها فلسفته، و هذه الفلسفة مصدر مهم لاشتقاق الأهداف التي يسعى لتحقيقها عن طريق تربية أبنائه بأسلوب معين و طريقة محددة وفقاً لاحتياجاته من أفراد بمواصفات خاصة للعمل على إعداد أفراد يمتلكون من المعلومات و المهارات و الإتجاهات و أنماط التفكير ليكونوا قادرين على تحقيق أهدافه و مواجهة التغيرات الاجتماعية.
فلسفة التربية : من المعروف أن فلسفة التربية عادة ما تنسق مع فلسفة المجتمع فإذا كان المجتمع يعتنق الديمقراطية، و هي احترام شخصية الفرد في إبداء رأيه و حريته و إعطائها الفرص المتكافئة في التعليم و الحياة، و ما إلى ذلك.و بالتالي فإن أهداف التربية تشتق من مبادئ الديمقراطية. كما أن هذه الأهداف يشترك في وضعها كافة المستويات من القائمين بالعملية التربوية، و كذلك المسئولون في قطاعات المجتمع الأخرى و أولياء الأمور و أيضا التلاميذ.
طبيعة المتعلم و عملية التعليم : المتعلم له طبيعته الخاصة، فتلميذ المرحلة الإبتدائيةيختلف عن تلميذ الطور المتوسط وهكذا. فدراسة طبيعته و عملية التعلم ذاتها تعتبر مصدرا لاشتقاق الأهداف، فوضعوا المناهج لا يحتاجون فقط لمعرفة ما ينبغي أن يدرسه المتعلم لكي يتفاعل و يتكيف بنجاح مع البيئة و المجتمع، بل يحتاجون لمعرفة ما ينبغي أن يدرسه المتعلم في ضوء قدراته و حاجاته و ميوله و استعداداته و اهتماماته لخلق الدافعية لديه للإقبال على التعلم، كما يحتاجون لمعرفة كيف يتعلم الفرد في ضوء نظريات التعلم المختلفة.
المختصون في المادة الدراسية : و المختصون هم من أولائك المتمرسين في التخصص بحكم سنوات الممارسة أكسبتهم الخبرة، و التي تظهر معرفة شاملة بمختلف خصوصيات المرحلة التعليمية، أي الأهداف الممكن تحقيقها ميدانيا و ليس تلك التصورات النظرية التي يمتلكها غالبية المبتدئين في التدريس أو أولائك المنظرين من مكاتبهم بعيدا عن ما قائم في الميدان، و كذا الأفراد المستهدفين (التلاميذ) بحيث تكون للمختص أو الخبير معرفة وافية بالخصائص النفسية و المعرفية و القدرات الحركية للمتعلم، إذ يقترح أهدافا تربوية لا تتعدى قدرات و استعدادات المتعلم.