التجارب التكاملية في العالم
4. التكتلات الاقتصادية في إفريقيا
شهدت افريقيا مثل باقي قارات العالم نشاطات تكاملية اقليمية واسعة النطاق ، فلا يكاد يخلو مكان فيها من الدخول في محاولات تكاملية ، ولغرض توضيح ذلك سنستعرض بعضاً من تلك التجارب.
(ECOWAS) التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا
انشئ هذا التجمع(ECOWAS) في 28 مارس 1975 ، وقد ضم ثماني عشرة دولة هي : بنين ، بوركينا فاسو ، الرأس الاخضر ، ساحل العاج ، غامبيا ، غانا ، غينيا ، غينيا بيساو ، النيجر ، ليبريا، مالي ، موريتانيا ،نيجيريا ، السنغال ، سيراليون ، توغو ، بالاضافة الى دولتين علقتا عضويتهما . وقد سعى هذا التجمع الى تحقيق مجموعة اهداف تلخصت في تحقيق حرية انتقال رؤوس الاموال والسلع والخدمات بين الدول الاعضاء ، والتنسيق بين هذه الدول في مجال السياسات الزراعية والمشروعات ذات العائد المشترك ، وفي مجال البحوث الزراعية والمائية والنقل والمواصلات والطاقة . ومع شمولية
هذه الاهداف غير انه لم يتحقق منها الا القليل .
ECCAS الاتحاد الاقتصادي لدول وسط إفريقيا
وقد أنشئ هذا الاتحاد ECCAS عام1983 ، ودخل حيز التنفيذ في عام 1985 ، وضم كلاً من
بورندي، جمهورية افريفيا الوسطى ، تشاد ، الكونغو ، غينيا الاستوائية ، الغابون ، ساوتومي و برنسيبي ، زائير . وقد كان هذا الاتحاد يهدف الى حرية انتقال السلع والخدمات ورؤوس الاموال والافراد ، وتطبيق ضرائب اقليمية موحدة ، وتنسيق التعريفات الجمركية ونظم الضرائب ، والنهوض بالسياسات الصناعية والنقل . مع العلم ان هذا الاتحاد جاء على انقاض الاتحاد الجمركي والاقتصادي الذي تم الاتفاق عليه عام 1964 بين الدول الخمس ، جمهورية افريقيا الوسطى ، تشاد ، الكونغو ، الكامرون ، الغابون ، والذي فشل بعد عامين على انشائه نتيجة ازمات بينية .
(IGAD) منظمة الابجاد
وهي معروفة بأسم الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر(IGAD) ، وقد انشئت عام 1986 ثم تحولت الى الهيئة الحكومية للتنمية فقط عام 1995 ، وتضم كلاً من : جيبوتي ، ارتيريا ، اثيوبيا ، غينيا ، اوغندا ، الصومال ، السودان ، تنزانيا ، وراندا ، بوروندي. ويقع مقرها الرسمي في جيبوتي ، وتهدف الى تنمية اقتصادات الدول الاعضاء بشكل عام .
UMA التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي
بدأ الاهتمام بموضوع التكامل الاقتصادي في المغرب العربي (اتحاد المغرب العربي ) UMA منذ ستينات القرن الماضي ، الا ان طموح تلك الدول في تكون اتحاد اقتصادي خاص لم يتجسد الا في عام 1989 في مدينة مراكش ، وتمثلت اهداف الاتحاد في توثيق العلاقات في كافة اﻟﻤﺠالات الاقتصادية والامنية والسياسية ، وقد عرفت السنوات التي تلت تأسيس الاتحاد تطوراً هاماً في مجالات العلاقات الاقتصادية ، الا ان الاتحاد المغاربي منذ فترة واجهت عدة مشاكل منها ما هو اقتصادي ، مثل تفاقم ازمة المديونية ومشكلة البطالة التي بلغت في الجزائر 28 % وفي المغرب%21 وفي تونس 16 % اضافة الى الخلافات السياسية خصوصاً على القضية الجوهرية في المنطقة والمتمثلة في مشكلة الصحراء المغربية .
(COMESA السوق المشتركة للشرق والجنوب الافريقي : الكوميسا
يضم هذا التجمع (COMESA عشرون دولة تقع في شمال شرق وجنوب القارة الافريقية، وهو ثاني اكبرتجمع من حيث الكثافة السكانية على مستوى القارة ، وقد بدأت الارهاصات الاولية لتكون هذا الاتحاد منذ عام 1966 ، الا انه لم يشهد تكوين مؤسسات تكاملية الا منذ انشاء منظمة التجارة التفضيلية عام1981 ، حيث تم انشاء ثلاث مؤسسات لتنفيذ التكامل وتسهيل حركة التجارة بين الدول.
ما يمكن ملاحظته من هذا العرض لاهم التجارب في الدول النامية والتي قد يطلق عليها البعض التكتلات الاقتصادية غير الناجحة كونها مازالت ضعيفة وتحتاج الى مزيد من العمل والتنسيق ، علماً ان البعض منها تلاشى واختفى وهو ما يزال في طور النشأة، قياساً لتطور وتكامل العديد من التكتلات في العالم المتقدم . وربما يعود عدم نجاح معظم التكتلات في بلدان العالم الثالث وخصوصاً في افريقيا ، على الرغم من كونها مخرجاً شبه متفق عليه من التخلف الى التنمية ، ورغم وجاهة دوافعها لاسباب كثيرة لعل من اهمها غياب الاليات السليمة والفعالة والسياسات الرشيدة، والادارة الدافعة اضافة الى الظروف الاقتصادية والهيكلية الاقتصادية الضعيفة التي تتميز بها معظم تلك الدول، الا ان الفشل بأي حال من الاحوال لايمكن ان يقضي على محاولات تكاملية جديدة او تصحيح بعض المحاولات القديمة ، بأعتبار ان العيب ليس في فكرة التكامل نفسها ، وانما في الظروف والاليات التي اتبعت في الوصول اليها .