التجارب التكاملية في العالم
3. التكتل الاقتصادي الاسيوي
لا تزال آسيا احدى الساحات المهمة في العالم التي من المنتظر ان تشكل تكتلاً اقتصادياً عملاقاً يضاهي تكتل الاتحاد الاوروبي أو " النافتا " ، خاصة اذا نظرنا الى الدولتين القويتين في المنطقة ، اليابان والصين ، وحتى اليوم يمكن تمييز محورين للتكتل الاقتصادي في منطقة شرق وغرب الباسفيكي :
الاول يتمثل في رابطة جنوب شرق آسيا " والمعروفة بأسم " الاسيان ( ASEAN)
والثاني يتمثل في جماعة التعاون الاقتصادي لآسيا الباسفيكية والمعروفة بأسم (APEC)
رابطة جنوب شرق آسيا: (ASEAN)
يتكون تكتل الآسيانASEAN من ستة دول هي : تايلاند ، سنغافورة ، ماليزيا ، بروناي ، اندونيسيا . وقد انشئ هذا التكتل عام 1967 وكان هدفه ان يكون حلفاً سياسياً مضاد للشيوعية ، الا ان القلق المشترك الذي ساد مختلف دول اﻟﻤﺠموعة نتيجة الاضرار التي لحقت جراء الاجراءات الحمائية المتبعة من قبل الولايات المتحدة واوروبا تجاه صادرات تلك الدول جعلها تركز على التعاون الاقتصادي فيما بينها .
وهكذا طرح رئيس وزراء ماليزيا عام1990 فكرة انشاء تكتل اقتصادي تجاري بين دول الرابطة " الاسيان" ، وقد ارسى هذا التكتل خطوة هامة على طريق تأسيس جبهة منظمة ، مضادة للتكتلات
الاخرى ، في جنوب شرق آسيا ومع محدودية النمو في التعاون الاقتصادي وتكامل الاسواق بين دول
التكتل فأنه اصبح من الملاحظ ان دوره في التجارة الدولية يتزايد بأستمرار ، فبعد أن كانت اﻟﻤﺠموعة لا تمثل الا حوالي 1و 3% من اجمالي الصادرات العالمية وحوالي3و 11 % من اجمالي صادرات الدول
النامية فقد وصلت هذه الصادرات الى2و 5 % من اجمالي الصادرات العالمية و8و 16 % من اجمالي صادرات الدول النامية .
جماعة التعاون الاقتصادي لآسيا الباسفيكية: (APEC )
وتتكون هذه اﻟﻤﺠموعةAPEC من 18 دولة على رأسها اليابان والصين واستراليا والولايات المتحدة وكندا والمكسيك ونيوزيلندة وكوريا الجنوبية ، ودول رابطة الاسيان . وقد جاء انشاء هذا التجمع الاقتصادي العملاق كرد فعل على اعلان اوروبا الموحدة عام 1992 وتأتي الخطوات المتلاحقة لتطور هذا المنتدى الاقتصادي وتحوله الى تكتل اقتصادي فعلي من الرغبة المشتركة لكل من اليابان والولايات المتحدة وادراكهما ان هذه الخطوة تحقق مكاسب للجميع .
ويبلغ الناتج المحلي الاجمالي لهذا التجمع حوالي 13 تريليون دولار ، وهو ما يمثل نصف الناتج القومي الاجمالي العالمي ، فضلاً عن سيطرته على حوالي 50 % من التجارة العالمية . غير ان نجاح هذا التكتل العملاق يتوقف على قدرة اليابان على تفهم طبيعة الدول الاسيوية الاخرى التي تأبى الهيمنة والسيطرة فأذا نجحت اليابان في فهم هذه الدول اضافة الى تقديمها مساعدات اقتصادية لدول تلك المنطقة ومساهمتها في حل مشاكلها ، فأن ذلك من شأنه ان يجعل من اليابان قوة اقتصادية تقود تكتلاً اقتصادياً في جنوب شرق آسيا ن يكون من اكبر التكتلات التي تؤثر في مستقبل الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين.
ان هذه التكتلات الاقتصادية الكبيرة ، والتي وصل البعض منها الى اطواره الاخيرة من الاكتمال والنضج ،تقودها الدول المتقدمة كما هو ملاحظ في كل من اوروبا وآسيا ، ولذلك سيزداد تأثيرها في الاقتصاد العالمي مع مرور الوقت ، وقد تنحصر المنافسة في اطار هذه التكتلات ، وهذا من شأنه ان يؤثر بقوة على النظام الاقتصادي وفي حجم المكاسب وشكل تكوينها .