مجالات التوجيه والإرشاد النفسي
1. مجــالات التوجيه والإرشاد النفسي
مجــالات التوجيه والإرشاد النفسي
التوجيه والإرشاد التربوي.
الإرشاد التربوي هو عملية مساعدة الطلاب على معرفة إمكاناتهم وقدراتهم حتى يتم استخدامها بشكل مناسب في اختيار الدراسة المناسبة لهم، والالتحاق بها، والنجاح فيها، والتغلب على الصعوبات الدراسية التي تعترضهم في حياتهم الدراسية لتحقيق التوافق مع الذات ومع الآخرين في الأسرة والمدرسة والمجتمع، وذلك من أجل تحقيق أفضل إنتاجية أكاديمية ممكنة.
التوجيه والإرشاد المهني.
يعرف سوبر(Super)، التوجيه المهني، بأنه: عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورة لذاته متكاملة ومتلائمة لدوره في عالم العمل، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحولها إلى حقيقة واقعة بحيث تكفل له السعادة ولمجتمعه المنفعة.
ذلك أن وضع الفرد المناسب في المكان المناسب، يؤدي إلى الكثير من الفوائد النفسية والاقتصادية والصحية، ومن ذلك نجد:
- ارتفاع نسب النجاح والتقدم والتفوق في مجالات الدراسة والعمل ومن ثم تقليل الفشل الدراسي.
- شعور الفرد بالرضا والسعادة عن دراسته أو مهنته، وأن لا شك أن هذا الشعور ينعكس على حياته العملية والأسرية والاجتماعية والنفسية.
- يؤدي التوجيه السليم إلى زيادة الإنتاج كما وكيفا، بمعنى زيادة حجم الإنتاج وجودته.
- يؤدي التوجيه السليم إلى انخفاض معدلات البطالة، وحماية المجتمع والأفراد من أضرارها.
- أظهرت الدراسات أن وضع الفرد المناسب في مكانه المناسب يقلل من نسب تمارض الأفراد.
- يؤدي التوجيه السليم إلى انخفاض معدلات حوادث العمل وإصاباته.
- يؤدي وضع الطالب في دراسة لا تناسبه إلى المعاناة و العقد والأزمات والأمراض والاضطرابات النفسية العقلية والسلوكية.
- يؤدي التوجيه المهني إلى زيادة الإنتاج ومهارة العامل مما يساعد على ارتفاع مستوى المعيشة.(جودت، العزة،2014،)
التوجيه و الإرشاد الأسري.
يعرف الأشول الإرشاد النفسي الأسري بأنه مساعدة أفراد الأسرة(الوالدين الأولاد) فرادى أو جماعة على فهم الحياة الأسرية ومسؤولياتها، وتكوين وجهة نظر إيجابية وتعلم تحقيق الأهداف الذاتية والأسرية من خلال اختيارات ذات معنى لتحقيق الاستقرار، والتوافق الأسري، وحل المشكلات الأسرية.
ومن هذا الهدف العام يمكن تحديد أهداف فرعية نذكر منها:
- مساعدة العملاء من أعضاء الأسرة على التعرف على نواحي الخلل الوظيفي في العلاقات الأسرية والزوجية.
- مساعدة أعضاء الأسرة على فتح قنوات للاتصال الفاعل بينهم وبين أعضاء أسرهم، بحيث يمكن مناقشة مشكلاتهم بصراحة، والتعبير عن انفعالاتهم تجاه بعضهم البعض.
- مساعدة أفراد الأسرة في تحديد السلوك الجيد الذي يرونه مناسبا لعلاج مشكلاتهم، وتدريبهم على كيفية القيام به، مع تعرفهم على الاختيارات الانفعالية المتاحة أمامهم.
- مساعدة أفراد الأسرة في اتخاذ قراراتهم المتعلقة بالمستقبل وتقويم ما تقدمه الأسرة لأفرداها لتعلم المفاهيم والقيم الدينية، وفلسفة الأدوار والمكانة الاجتماعية.
- مساعدتهم على تنمية علاقاتهم بالآخرين، ولاسيما عن طريق التعبير عن المشاعر الإيجابية، ومشاعر التقدير تجاه الآخرين من أعضاء الأسرة.
- مساعدة الزوجين في تبين حاجات الأبناء الأسوياء والمعوقين في مواجهة مطالب النمو وظروف التغيير والانتقال.(خضر،2008، 14-15).
توجيه وإرشاد الشباب والمراهقين.
يعرف أوزي (أوزي،2011، 16)، المراهقة بأنها: مرحلة نمو معينة تقع بين سن الطفولة وسن الرشد، فهي طور نمائي ينتقل فيه الناشئ، وهو طفل غير ناضج جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا، أي من طور أوضح سماته الاعتماد والإتكالية على الغير، إلى فرد إنساني متدرج نحو بدء النضج، ومحاولة الاستقلال والاكتفاء بالذات.
ومن بين مشكلات الشباب والمراهقين التي تحتاج إلى خدمات الإرشاد، نجد:
(المشكلات الجنسية- مشكلات المستقبل المهني- المشكلات الدراسية- المشكلات الأسرية- المشكلات النفسية- المشكلات الاجتماعية- المشكلات الصحية- المشكلات الأخلاقية- مشكلات وقت الفراغ)
توجيه وإرشاد غير العاديين.
يعرف الزعبي(الزعبي،2007، 30) الفرد غير العادي بأنه: ذلك الفرد الذي ينحرف عن المتوسط في صفاته العقلية أو الحسية أو الجسمية أو الانفعالية أو الاجتماعية إلى درجة يستدعي استخدام خدمات خاصة لتنمية قدراته وصفاته إلى أقصى حد ممكن، ليتمكن من تحقيق التوافق في البيئة التي يعيش فيها.
وتتمثل أهداف توجيه وإرشاد الأفراد غير العاديين، فيما يلي:
- الكشف المبكر عن الأفراد غير العاديين (موهوبين- معوقين)، من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة.
- مساعدتهم على النمو نموا متكاملا في جوانب شخصياتهم الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، واستثمار ما لديهم من إمكانات.
- توفير الرعاية النفسية والاجتماعية لهم، بما يمكنهم من تحقيق النمو النفسي والاجتماعي بشكل سليم.
- العمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وتعديل الاتجاهات الخاطئة نحو الأفراد غير العاديين، والعمل على تقبلهم ضمن إطار المجتمع الذي يعيشون فيه.
- إعداد برامج التوجيه والإرشاد المناسبة لكل فئة من فئات الأفراد غير العاديين.
خاتمة:
لقد أصبح إعداد التلاميذ في القرن الحادي والعشرين يتطلب نقلة نوعية واهتماما خاصا، إن في مستوى تطوير المناهج الدراسية، وإن في مستوى العناية بمتطلبات وحاجات المتعلم بما يمكن كل متعلم من تنمية قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، وأن العناية بالمعرفة والمنطق والتفكير ليست لوحدها كافية لإنجاح التلاميذ وتأمين مستقبلهم، بل الأمر يتطلب أيضا توفر خدمات إرشادية معينة على ذلك لتأمين مهارات حياتية أخرى لمواجهة تحديات الحياة، فعصرنا اليوم هو عصر قلق وضغوط ومشكلات نفسية في جميع مجالات الحياة، عصر أصبحنا فيه أكثر اهتماما بالظاهرة النفسية. عصر يحتاج فيه الطالب إلى من يحدد له معالم الطريق.
تستدعي الحاجة إذن العمل على توفير أخصائيين ممارسين يعملون على تقديم يد المساعدة للتخفيف من هذه المشكلات والضغوط، ذلك أن تجاوز المشكلات التي يعاني منها المتعلم في الوسط المدرسي مرتبط بجودة الخدمات التي يقدمها المرشد، وأن هذا الحقل العلمي المتمثل في التوجيه والإرشاد يستحق العناية والاهتمام والانتقال من ما ما هو ممكن- ما سيكون- إلى ما هو كائن. وأن تأمين هذه الخدمات يقلل الكثير من المشكلات الدراسية التي مازلت الأنظمة التعليمية تعاني من تبعاتها.