المحاضرة الأولى: مدخل إلى علم التشريح
1. ماهية علم التشريح
1.4. تاريخ علم التشريح
يُعتَبَرُ أقدمُ تأليفٍ في عِلْم التّشريحِ هو ما ورَد في كتابِ "أيورفيدا" هنديِّ الأصل، و الذي يعود تاريخ كتابته إلى نحو ثلاثة آلاف سنة؛ حيث ذَكَر عددَ أجزاءِ جسمِ الإنسانِ، مَعَ بعضِ الأخطاءِ في عددها، والتي صُحِّحت مَعَ تطوِّر العِلم وأدواته، ثُمَّ كتب الفيلسوفان أبقراط وأرسطو بكتاباتِهِما الفلسفيّة في علم التَّشريح، دون أن يعمدا إلى تشريح جثثٍ آدميةٍ، وبعد ذلك بحوالي مائتي سنة شرّح كُلٌّ من العالِم إيرازسترات وهيروفيل من مدرسة الإسكندرية بتشريحِ الجُثَّثِ، كُلُّ ذلك وأوروبا لم يصلها شيءٌ بخصوص علم التشريح الإنسانيّ، حتى كَتَبَ الإيطاليُّ مونديني في أواخر القرن الثالث عشر مُختَصَراً في التشريحِ دلَّ على أنَّه شرَّح جُثَثَ الموتى، أمَّا في القرنِ السادسِ عَشَر فقد تقدَّمَ عِلْمُ التّشريحِ على يدِ أندريه فيزال، والذي يُعتَبَرُ هو مؤسِّسُ عِلْمِ التّشريحِ الحديث.