التلوث البيئي كنموذج للأضرار البيئية

3. أنواع التلوث

3.3. أنواع التلوث بالنظر إلى طبيعة التلوث

يصنف التلوث استنادا إلى طبيعة أو نوع المادة الملوثة إلى :

- التلوث البيولوجي : وهو أقدم صور التلوث التي عرفها الإنسان ، وينشأ بسبب وجود مواد عضوية أو كائنات حية مرئية أو مجهرية نباتية أو حيوانية  في الوسط  البيئي ، كالماء أو الهواء أو التربة مثل البكتيريا والفطريات وغيرها . وتظهر هذه الكائنات إما على شكل مواد منحلة أو مؤلفة من ذرات ، وإما على شكل أجسام حية تتطور من شكل إلى آخر في دورة متجددة باستمرار.

- التلوث الفيزيائي : ويشمل الضوضاء التي تصدر من المصانع الضخمة والمتعددة وكذلك من الطائرات الكبيرة ووسائل النقل والمواصلات بأنواعها ، فالضوضاء تترك آثارا سلبية على نفسية وفسيولوجية للإنسان ، مثل قلة التركيز ، الإثارة وشدة الغضب ، وسرعة النبض و إفراز بعض الغدد التي تنتج عنها ارتفاع نسبة السكر في الدم ، كما تسبب للإنسان فقدان السمع وبعض الاضطرابات العقلية والنفسية . كما يشمل التلوث الحراري الناتج عن تغير درجات الحرارة بسبب التخلص من مياه التبريد بالمصانع أو بمعامل تكرير البترول [1].

- التلوث الإشعاعي : ويتمثل هذا التلوث بتسرب مواد مشعة إلى أحد مكونات البيئة من ماء وهواء وتربة ، وتنقسم المواد المشعة إلى قسمين : إشعاعات ذات طبيعة موجبة (كهرومغناطيسية ) ومن أنواعها أشعة جاما و أشعة أكس ، ولهذا النوع من المواد المشعة قدرة عالية على اختراق أنسجة الجسم أو مواد أخرى لمسافة بعيدة ، و إشعاعات ذات طبيعة جسيمة كأشعة ألفا وأشعة بيتا ولهذا النوع من المواد المشعة قدرة أقل على اختراق جسم الإنسان من النوع الأول لكنها تؤثر على صحة الإنسان والبيئة .

        ويعد التلوث الإشعاعي أخطر أنواع التلوث لأنه لا يرى و لا يشم و لا يحس  ويتسلل الإشعاع إلى جسم الإنسان بيسر وسهولة دون أية مقاومة ودونما دلالة على وجوده ، ومن غير أن يترك أثرا في بادئ الأمر، ولكن عند دخولها إلى جسم الإنسان تصيبه بأضرار بليغة قد تؤدي بحياته .

- التلوث الكيميائي : لا يقل هذا التلوث عن سابقه خطورة ، و لاسيما بعد انتشار المواد الكيميائية وتنوعها في شتى أرجاء العالم واتحادها مع بعضها مكونة مواد أكثر سمية ، ومن أهم المواد الكيميائية السامة والضارة بالبيئة والإنسان مركبات الزئبق ومركبات الكادميوم والزرنيخ والغازات المتصاعدة من الحرائق وعوادم السيارات و المبيدات بأنواعها المختلفة ، وغيرها من الجسيمات الصغيرة والعوالق التي تنفثها المعامل والمصانع التي تؤثر على البيئة وعناصرها الطبيعية من ماء وهواء وتربة .



[1]  د/ إسماعيل نجم الدين زنكنه ، المرجع السابق ، ص 80 .