مدرسة التحليل النفسي
1. مقدمة
1.4. النمو النفسي الجنسي:
تحتل الغريزة الجنسية مركزا خاصا في نظرية التحليل النفسي، فقد ركز فرويد على أهمية الغريزة الجنسية في توجيه السلوك، وأبرز علاقة اضطراب الغريزة الجنسية والمشكلات الجنسية بالأمراض النفسية، ويلاحظ أن فرويد استخدم مصطلح "جنسي" بمعناه الواسع مشيرا إلى أي نوع من النشاط الجسمي الذي يجلب اللذة بإشباع الحاجات الجسمية، واعتقد فرويد أن النشاط البشري يتأثر بما أسماه اللبيدوLibido أي الطاقة الجنسية أو المظهر الدينامي للغريزة الجنسية، وتحدث فرويد عن مراحل تطور الغريزة الجنسية معتمدا على فكرة المناطق الشبقية (مناطق اللذة الشهوية) في الجسم والتي تؤدي إثارتها إلى الإشباع الجنسي وهذه تتغير تبعا للسن والنمو .
وصف فرويد ثلاث مراحل أساسية في نظريته في التطور النفسي الجنسي للفرد : المرحلة الطفلية وتنقسم إلى ثلاثة مراحل فرعية – المرحلة الفمية والمرحلة الشرجية والمرحلة القضيبية، والسمة الأساسية فيها(الموقف الاوديبي)، ثم مرحلة الكمون ، ثم المرحلة التناسلية.
- المرحلة الطفلية : تستمر المرحلة الطفلية حتى حوالي سن 6 سنوات، وهي تنقسم إلى:
- المرحلة الفمية : حيث نجد الشكل الأساسي للاشباع هو المص والعض(وتمتد هذه الفترة خلال الثمانية عشر شهرا الأولى من العمر، تلك الفترة التي يسودها مبدأ اللذة.
- المرحلة الشرجية: حيث يرتبط الإشباع الأساسي بعمليات الإخراج، وتمتد هذه المرحلة حتي سن الرابعة تقريبا، وهي الفترة التي يبدأ فيها مبدأ الواقع في تعديل مبدأ اللذة.
- المرحلة القضيبية : تمتد فيما بين سن 4 و سن 6 حيث ينبع الإشباع الليبدي أساسا من الأعضاء التناسلية، ويحدث خلال هذه المرحلة عقدة الأوديب oedipus complex - تحول من النرجسية إلى إشباع موضوعاتي متخيل حيث يصبح الوالدان المصادر الرئيسية للإشباع الوجداني- ونتيجة لذلك يرتبط الأولاد بأمهاتهم وينظرون لآبائهم باعتبارهم منافسين، ويسمى الموقف المقابل بالنسبة للإناث بعقدة إلكترا، ثم يكبت هذا اللصراع الأوديبي نتيجة التهديد بالخصاء الذي يضعه الوالدان تلميحا أو علانية.
- مرحلة الكمون:
تمتد هذه المرحلة من نهاية المرحلة القضيبية حتى بداية المراهقة عند سن 12 تقريبا، وفي هذه المرحلة تبقى الدوافع الجنسية خامدة، بينما يستمر النمو العقلي والاجتماعي والأخلاقي للفرد.
- المرحلة التناسلية:
يفترض أن النمو النفسي والجنسي للفرد يتم اكتماله عندما يصل إلى توافق مشبع في المرحلة التناسلية، فمع بداية البلوغ تنبعث الجاجات الجنسية الطفلية وتتجدد الدوافع اللبيدية الفمية والشرجية والقضيبية، وهذه الدوافع أساسا نرجسية الطابع ، أي أنها تتجه غالبا نحو الإشباع الذاتي للفرد أكثر من اتجاهها نحو إعطاء الحب للآخرين، وبنمو الفرد وابتعاده عن هذه النرجسية يكون أول حب موضوعاتي غالبا واحد من نفس الجنس، وباستمرار النمو يسعى المراهق نحو الإشباع عن طريق الجنسية الغيرية التي هي في المبدأ نرجسية الطابع