الواقعية الكلاسيكية في العلاقات الدولية
4. أهم الانتقادات التي وجهت للواقعية الكلاسيكية
بالرغم مما قدمته الواقعية الكلاسيكية من جهود في دراسة العلاقات الدولية وطموح أتباعها في وضع نظرية عامة للسياسة الدولية إلا أنها تعرضت لموجة من الانتقادات يمكن تلخيصها في أربع نقاط:
- تعميمات النظرية الواقعية ليست دائما صحيحة عبر الزمان والمكان فانتقاء الأحداث انتقاءا تعسفيا أدى إلى تحليل جزئي بل وانحيازي أيضا فالتحليل الواقعي بقي أسيرا لتاريخ أوربا في القرن التاسع عشر.
- التصور الواقعي جامد وساكن أستاتيكي لأنه عجز عن النظر نحو الماضي ومن ثم الاهتمام بظهور ظواهر جديدة في العلاقات الدولية مثل ظواهر الاندماج والعوامل الإيديولوجية ودور المنظمات الدولية.
- كما أن العلاقات الدولية عند هذه المدرسة تتلخص في العلاقات بين الدول فالدبلوماسي والجندي هما اللذان يصنعان من حيث الأساس، العلاقات الدولية، كما ركزوا الدارسون الواقعيون على دراسة السياسة الخارجية لذلك يرون ضرورة الفصل بين السياسة الخارجية والسياسة الدولية لأن السياسة الخارجية تتخذ المصلحة الوطنية أساسا لها ولا تراعي المعطيات الداخلية.
بالإضافة أيضا إلى الانتقاء اللاذع الذي وجه للواقعية من أنصار التيار السلوكي خصوصا بالجوانب ذات الصلة بالبناء النظري والمنهجي للواقعية حيث كانت الثورة السلوكية على المناهج والأساليب السائدة منتقدة التوجه الفلسفي للواقعية وافتقار طروحاتها للعلمية وعدم استخدامها المناهج الكمية والإحصائية التي تضفي صبغة علمية على حقل العلاقات الدولية.
كل هذا أدى إلى تراجع الفكر الواقعي في فترة الخمسينات والستينات وفتح الطريق أمام المنظور السلوكي بسبب ضعف أدواته وقدرته التحليلية.