المغرب و الصراع القرطاجي الروماني
1. المغرب و الصراع القرطاجي الروماني
1.1. التحالفات السياسية النوميدية القرطاجية الرومانية
أدركت قرطاجة خطورة عداء بعض الملوك النوميديين لها ، الذين بإمكانهم منعها من استخدام كل قوتها ضد الرومان ، هؤلاء الملوك بوسعهم أن يتحالفوا مع روما ، و بالتالي أن يقدموا للرومان نقطا للارتكاز حين يشعرون بقدرتهم على نقل الحرب إلى الأرض الإفريقية ، وكذلك بحكم جوارهم للممالك النوميدية كان القرطاجيون على دراية بقوة و بأس النوميديين في المعارك وما لذلك من خطورة في حالة انقلاب هؤلاء عليها ، لهذا نجد قرطاجة تسارع لحل مشاكلها الإفريقية، و تبحث على محالفة الملوك النوميديين لها في حربها ضد روما ، هذا بعدما كانت قرطاجة تفرض عليهم طاعتها و الولاء لها.
إن هذا التحول الذي نلاحظه في سياسة قرطاجة الإفريقية كان بعدما اكتسحت جيوش روما أيبيريا ، و أصبح من الحتمي أن ينطلق شيبيون إلى أرض إفريقيا ، و بالفعل لقد أصابت قرطاجة في حذرها من الرومان و كما توقعته قرطاجة فإن الرومان بحثوا لهم عن دعم قوة الأرض الإفريقية..
وقد أسفرت التحركات الدبلوماسية الثنائية القرطاجية الرومانية تجاه الممالك النوميدية ، في دخول هذه الأخيرة الصراع المتوسطي ، و أصبحت طرفا مشاركا في النزاع القرطاجي الروماني عن طريق سياسة التحالفات التي ربطتها بالطرفين المتنازعين.
هؤلاء الملوك النوميديين ، و بشهادة كتاب الحوليات كان لهم دورا مهما و حاسما إلى جانب الأطراف المتنازعة كدور الملك سيفاكس إلى جانب قرطاجة و الدور الذي قام به الملك ماسينيسا إلى جانب الرومان.