المحاضرة الخامسة
4. ماهي مبادئ النظرية النسبية الخاصة؟
4.2. ثبات سرعة الضوء
لقد أدرك اينشتاين أن سرعة الضوء تتأثر بحركة الأرض،إذ أنه إذا كانت سرعة الضوء ثابتة بالنسبة لحركة الأرض،فلابد أن تكون ثابتة أيضا بالنسبة لحركة الشمس،أو القمر أو النجوم أو أي جسم آخر متحرك في الكون،ومن ذلك استنبط اينشتاين تعميما أوسع،وأكد أن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام المتحركة بسرعة مننظمة،وهذا القول هو روح النظرية النسبية الخاصة والتي تم جمعها في منطوق قانون واحد مفاده أن"كل ظواهر الطبيعة وكل قوانينها واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بسرعة منتظمة بالنسبة إلى بعضها البعض" [1].
لكن اعتبار سرعة الضوء ثابتة لاتزيد ولا تنقص تؤدي إلى نتائج لا يستسيغها حدسنا العام،ومصدر الغرابة هنا مثلا:أن نعتبر أن سرعة أشعة الضوء المنبثقة من إحدى السفن الفضائية تساوي 300الف كم/ثا ،سواء كانت هذه السفينة جاثمة على الأرض أو كانت تبتعد عنا أو تقترب منا بسرعة 50 الف كم/ثا [2]،ولقد أوضحت تجربة مايكلسون ومورلي أن ظاهرة انتشار الضوء لا تتناقض على الإطلاق مع مبدأ نسبية الحركة،بل توجد معه في تناسق واتساق كاملين[3].
ويزداد الأمر غرابة عندما ندخل ميدان التطبيق،تطبيق هذه السرعة الثابتة التي يتميز بها الضوء على الزمان والأطوال والكتلة،ففي هذي الحالة تتغير القياسات والنتائج ،فالملاحظون الذين يقومون بقياساتهم من منظومات مرجعية تسير بسرعة مقاربة لسرعة الضوء يقيسون الأشياء والحوادث بطريقة خاصة،فلكل منهم زمانه الخاص ولا يستطيعون الاتفاق على تزامن الحوادث ،فلاوجود للتآني بالنسبة إليهم ،علاوة على أن كلا منهم يبدو للآخر منكمشا من جهة حركته أو أثقل من المادة
[1] عبد الفتاح غنيمة:فلسفة العلوم الطبيعية،مرجع سابق،ص155.
[2] محمد عابد الجابري:مدخل إلى فلسفة العلوم،مرجع سابق،ص344.
[3] عبد الفتاح غنيمة:فلسفة العلوم الطبيعية،مرجع سابق،ص 116.
الجابري:مدخل إلى فلسفة العلوم،مرجع سابق،ص 345[4]