المحاضرة الخامسة
1. تمهيد
1.1. المنظومات المرجعية وأنواعها
لقد قلبت النظرية النسبية المفاهيم والتصورات الفيزيائية القديمة رأسا على عقب،ومن بينها المنظومات المرجعيةsysteme de references أو منظومة الإحداثيات كما يحبذ البعض تسميتها.
يقصد بالمنظومات المرجعية تلك المرتكزات التي يتم الاستناد عليها لتحديد شيئ من الأشياء في المكان والزمان أو هما معا،مثلا لتحديد نقطة ما في قاعة الدرس نستعمل إحداثيا الطول والعرض،فنقول إن الطالب يقع على مسافة كذا من الجدار الذي يمثل طول الغرفة وعلى مسافة كذا من الجدار الآخر الذي يمثّل العرض،مع العلم أننا عندما نحدد هذه القياسات فإننا نكون بحالة سكون لا حالة حركة،أما إذا كنا في حالة حركة فعلينا أن نأخذ في اعتبارنا سرعتنا بالإضافة إلى سرعة وسكون واتجاه ذلك الشيئ.
وهنا يمكن التمييز بين نوعين من المنظومات المرجعية،منها المنظومات المرجعية الغاليلية نسبة إلى غاليللو،لأنه أقام فيزياءه على مبدأ العطالة،أما إذا كان المتحرك يتحرك بسرعة متسارعة تزيد وتنقص فإن هذه المنظومة ستكون غير غاليلية،وانطلاقا من هذه الثنائية المرجعية انبثقت النسبية الخاصة التي تدرس الحوادث في إطار المنظومة المرجعية الغاليلية،والنسبية العامة التي تدرس الحوادث في إطار المنظومات المرجعية غي الغاليلية[1].