المحاضرة الأولى
7. استخدام العامية في اللغة الإعلامية
إن استخدام اللغة العربية بشطريه الفصيح والعامية في وسائل الإعلام ومدى ملائمة وعدم ملائمة كل منهما في الوقت نفسه، أدى إلى ظهور تيارين، تيار يؤيد استخدام اللغة العربية الفصحى في وسائل الإعلام والآخر يرفض هذا المبدأ داعيا إلى استخدام العامية بدلا منها، إذ يرى التيار الأول "الفصيح" أن استخدام العاميات تعتبر تهجينا وإفسادا للغة والثقافة، وأن اللغة العربية الفصحى تؤدي إلى فوائد عدة منها تنمية الحس الفني لجمالية اللغة وخلق مناعة مستمرة تجاه عوامل التجزئة على الصعيد القومي والوطني، بينما سيؤدي استخدام العامية إلى تكريس التجزئة الوطنية والقومية وبالتالي فهي انتحار، بينما يرى التيار الآخر أن واقع الحال يفرض استخدام العامية فهي اللغة المشتركة الأقرب إلى فهم الجمهور.
(الحاج كمال، الإعلام النامي، مطبوعات جامعة دمشق، دمشق، ص 406).
إن وسائل الإعلام الجماهيري صنعت جمهورا إعلاميا يحتوي على شرائح أمية أو شبه أمية أبجديا وثقافيا مما جعل الفصحى تشكل حائلا اصطلاحيا وتواصليا وتأثيريا لا يمكن تخطيه إلا باللجوء إلى العاميات، وفي هذا الشأن ترجع الباحثة "فريال مهنا" جنوح اللغة الإعلامية إلى الاستعانة بالعاميات إلى عدة أسباب منها:
أولا: اعتقاد بعض الوسائل الإعلامية التي تدخل العاميات إلى أغلب موادها، أن ذلك هو الوسيلة المثلى لاستقطاب الجمهور، مدفوعة باعتقاد أن مواكبة العصر والتطور ومحاكاة الأمم الأكثر تقدما تستوجب الابتعاد عن الفصحى واللجوء إلى العاميات.
ثانيا: المضامين الهابطة لبعض المواد "البرامج" وخاصة الترفيهية تحتم استخدام العاميات، لأن الفصحى لا تلاؤم بطبيعتها مع هذا النوع من الثقافات الترفيهية.
ثالثا: تمسّك بعض الأوساط الثقافية والأكاديمية بحرفية اللغة العربية التراثية إلى حد التعصب مما يدفع العديد من القائمين على الإعلام نحو التخلي التدريجي عن اللغة الفصحى.
(الحاج كمال، مرجع سابق، ص 407).
وخلاصة القول يجب ان يكون استخدام اللغة العامية في الكتابة الصحفية متوازن وفي مكانة المناسب حتى يكون له أثر نفسي ايجابي على القارئ وعدم الافراط فيها، حيث أكدت في هذا الشأن الاستاذة وفاء كامل عضو مجمع اللغة في مصر ان الافراط في استخدام العامية يعتبر عيب كما يوضحة الفيديو أدناه: