نماذج من الاضطرابات النفسية المهنية في مجال العمل
5. (Alienation) الاغتراب المهني
إن المعوقات التي يواجهها الفرد في سبيل إشباع حاجاته بصورة منتظمة و دائمة سواء كانت معوقات مادية أو معنوية تعقد المجهودات المبذولة لكي يحقق الفرد ذاته في إطار المجتمع الذي يعمل به وينتهي به في الغالب إلى سوء التوافق وعدم التكيف.
إن سوء توافق وعدم تكيف العامل بالمنظمة التي يعمل بها من شأنه أن يؤدي إلى شعوره بأنه في دائرة الإهمال داخل المنظمة ويتراءى له أن المشكلات التي يعاني منها سببها المنظمة ونتيجة لذلك يبحث العامل عن بدائل يقوم بتفريغ مشاكله النفسية فيها، وإذا انتشرت هذه الحالة بين قطاع كبير من العاملين فذلك من شأنه أن يؤدي إلى انتشار الاغتراب النفسي بينهم. ويقول روجرز " أن سوء التوافق هو جوهر اغتراب الإنسان فلا يعود صادقا مع نفسه، ولا مع تقييمه الكياني الطبيعي للخبرة، لأنه من اجل أن يحتفظ بالتقدير الايجابي للآخرين يزيف بعض قيمه ولا يدركها إلا في ضوء تقدير الآخرين لها"
بالنسبة إلى ماركس، كان الاغتراب يمثل خسارة للذات (Self) التي يشرحها في المخطوطات الاقتصادية والفلسفية عام 1844 .... التي يؤكد من خلالها أن الاستهلاك (Consumption)، مثل الإنتاج قد يعاني الاغتراب. من الواضح إن ماركس يؤمن بوجود ارتباطات سيكولوجية لحالة الاغتراب، ولكن الخطأ محاولة ترجمة المفهوم نفسه باعتباره ينطبق بصفة جوهرية على الحالات الذاتية.
v حيث يعرف الاغتراب: بأنه " انسلاخ عن المجتمع والعزلة والانعزال عن التلاؤم والإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة في المجتمع واللامبالاة وعدم الشعور بالانتماء، بل وأيضا انعدام الشعور بمغزى الحياة ".
v كما يرى محمد سعيد أنور سلطان: " أن اغتراب العامل اصطلاح يشير إلى انفصال العامل عن عمله وعدم اهتمامه أو اكتراثه به، بمعنى أن يشعر العامل أن العمل الذي يقوم به بلا معنى ولا قيمة له، وينتج عن اغتراب العامل عادة من الطبيعة الروتينية المتكررة للعمل الذي يقوم به".
يوضح الاغتراب المهني هو انسحاب العامل عن العمل وعدم قدرته على التوافق مع بيئة العمل.
والفديو التالي يوضح الاغتراب عن ماركس