محتوى المحاضرة الخامسة

1. تمهيد

ونتيجة للانتشار الإسلامي وتوالي الفتوحات في بلاد المشرق، كان من البديهي أن تمتد هذه الفتوحات لتشمل بلاد المغرب بهدف نشر الدين الإسلامي، بالإضافة إلى تصفية الإمبراطورية البيزنطية التي كانت تتبعها تلك البلاد في ذلك الوقت. ولم يكن هذا الفتح بالأمر السهل، إذ كانت الفتوحات الإسلامية للمغرب هي الأطول والأصعب في تاريخ الفتوحات الإسلامية، حيث استغرقت أكثر من 70 عامًا. ترجع هذه الصعوبة إلى عدة عوامل، منها الموقف السلبي للمغاربة المعادي لتلك الفتوحات، فضلاً عن أن الزحف الإسلامي قد توقف بسبب انتشار الفتن، وعلى اثر ذلك شهدت بلاد شمال افريقيا تحولاً تاريخياً مع وصول الفتح الإسلامي إليها في القرن السابع الميلادي. بعد أن كانت تحت السيطرة البيزنطية، وكان سكانها من البربر يعيشون في قبائل متفرقة، وعليه فقد أحدث الفتح الإسلامي تغييرات جذرية من النواحي الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية، وأسس لمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة من خلال العديد من الولاة الذين أسهموا في هذا الفتح.