المفاهيم المشابهة للاتصال (الإعلان، الدعاية، الإشاعة)
2. مدخل مفاهيمي للدعاية
2.1. المدلول اللغوي والاصطلاحي للدعاية
أ- المدلول اللغوي للدعاية:
يرجع أصل مصطلح الدعاية إلى اللاتينية من الفعل Propagare ويراد به تكثير الأشجار والمزروعات ونشرها. فكلمة الدعاية أو ما يصطلح عليها باللغة الانجليزية Propaganda يعود أصلها على وجه التحديد إلى عام 1633م عندما أنشأ أحد الباباوات إدارة تحمل اسم Congregation of Propaganda وكانت تضم كبار الأساقفة، وتتولى هذه الإدارة تنظيم وتخطيط المهام الخارجية للكنيسة الكاثوليكية، ومنذ ذلك الوقت ارتبط مفهوم الدعاية بالدعوة على أن هذا لم يعد يعبر عن المفهوم الحقيقي لهذا الاصطلاح، فالدعوة تعنى الإعلان عن عقيدة.
وعرف المعجم الوجيز "الدعاية" على أنها هي الترويج لأمر أو مذهب أو رأي بالكتابة والخطابة وغيرها. أما معجم Logman ذكر أن الدعاية Propaganda هي من الفعل Propagate حيث أنّ الدعاية هي الحث على أفكار ومعلومات إما صحيحة أو كاذبة وتنشر بطريقة رسمية بواسطة الحكومة.
وعرفها قاموس أوكسفورد بأنها خطة منظمة لنشر معتقد أو ممارسة معينة، أو أنها جهود وخطط ومبادئ هذا النشر، أو هي استخدام الرموز على نحو معتمد، ومنظم، ومخطط، من خلال الإيحاء وما يتصل به من تكتيتات نفسية، بقصد تغيير وضبط الآراء، الأفكار، والقيم، وتغير الأفعال الظاهرة عبر خطوط حددت سلفا.
ب- المدلول الاصطلاحي للدعاية:
يعرفها عبد اللطيف حمزة بقوله:"هي محاولة التأثير في الأفراد والجماهير والسيطرة على سلوكهم لأغراض مشكوك فيها وذلك في مجتمع معين وزمان معين ولهدف معين"، فالدعاية محاولة التأثير في الرأي العام وفي المجتمع حتى يعتنق أفراده آراء وسلوكا معينا"
وتعتبر الدعاية اتصالا شاملا يهدف من وراءها إلى تغيير جزئي أو كلي للمجتمع بطريقة الاستمالة والترغيب. وعلة هذا فهي تختلف عنه من حيث الهدف ومن حيث الطريقة وتتفق معه في كونها تتضمن عناصره . وأهم ما يجعلها تتميز عن الاتصال الذي يهدف إلى تزويد الناس بالمعلومات ليتخذوا قرارا معينا هو الاستمالة والترغيب مع تزييف وتزوير الواقع.