حضارة بلاد فارس

1. النظام السياسي لحضارة بلاد فارس

   كان   الحكم ملكيا وراثيا ، وكان الملك يتمتع بصلاحيات مطلقة ولا يحق لأي فرد أو مجلس في الدولة انتقاد سلطاته تلك التي يتسلمها مباشرة من الإله "أهورموزدا"، ولابد أن يكون الملك فارسي، ويساعده اكبر موظفيه الذي يقود بنفس الوقت جزءا من الحرس الملكي ويدعى" شيليارك " وهو بمثلبة الوزير الاكبر، وكان للملك مجلس استشاري يعمل بنصائحه .

   وقد نضم الفرس إمبراطوريتهم تنظيما إداريا ما جعلها تظل متماسكة قرابة قرنين من الزمن، حيث قسموا المملكة إلى عشرين ولاية ( في عهد دارا الأول)، وكان لكل ولاية نظام سياسي مستقل وحاكمن خاص بها يعرف باسم "سترو" وكان للوالي نفوذ كبير بتلك الولاية حيث كان يلقب بملك الملوك، وللحد من نفوذ الولاة في مختلف أنحاء الإمبراطورية تم تعيين قائد لجيش الولاية تابع للملك مباشرة ومستقل عن حاكم الولاية، كما كان لكل ولاية كاتب ومشرف مالي مرتبطين بالملك مباشرة.

ومن اهم ملوك الامبراطورية الفارسية:

- قورش (555- 529): غزا الملك قورش اسيا الضغرى  وهاجم الليديين واحتل عاصمتهم "سارديس " وقسم ليديا الى قسمين وولى عليها ولاة من الفرس، واخضع كامل بلاد اسيا الصغرى حتى ساحل البحر البيض المتوسط، ثم تفرغ بعد ذلك الى الشرق واخضع المناطق المغروفة الآن باسم أفغانستان وباكستان حتى نهر  السند .

تمثال الملك قورش

وفي سنة 539 دخل الملك قورش بجيوشه بابل وانتهى بذلك دور بابل كدولة مستقلة في تاريخ الشرق الادنى القديم ، وقد اتبع قورش ساسة التسامح مع الشعوب التي غزاها وسمح للعبرانيين بالعودة الى اورشليم   ةاعادة تشييد معبدهم الذي كن قد هدم من قبل .

- الملك قمبيز(528-521): اخضع باقي اسيا الصغرى، ثم سار بجيشه نحو مصر واستطاع  الانتصار على الجيش المصري ودخل" منف" وتكونت اول اسرة فارسية حاكمة لمصر وهي الاسرة السابعة والعشرين ن وقد قام بارسال حملات عسكريةة الى سيوة وبلاد النوبة و قرطاجة واستطاع إخضاع إقليم برقة في لبيبا.

-الملك دارا الاول (داريوس) 521- 485: استطاع ان يقض على الفتن والاضطرابات  والثورات التي عرفتها مختلف أنحاء الإمبراطورية بعد عام من توليه الحكم، بعد ذلك عمل على توسيع حدوده فمد نفوذه الى الشرق حتى اقليم "بيشاور" والهند، ووجه حملات ضد السكيتيين في بلادهم الواقعة جنوب روسيا،وحاول اخضاع المدن اليونانية الا انه انهزم في معركة "ماراتون" سنة 490 قبم،  وامتدت الامبراطورية الفارسية في عهده من لبيبا الى العند ومن البحر الاسود الى المحيط الهندي

بالنسبة للجيش الفارسي فقد كان يتكون من حرس الملك الذين كانو يسمون " العشرة ألاف" وصفهم هيرودوت بالخالدين لانهم ان مات احدهم عوض تلقائيا وبذلك لا ينقص عددهم،  وكان الجيش الفارسي ينقسم الى مشاة وفرسان، حيث شكلت فرقة الفرسان نسبة 20% من الجيش الفارسي، وكانت الخدمة العسكرية اجبارية بين سن 15 سنة و50 سنة .