الحضارة السورية

3. الحضارة الفينيقية

كان موقع المدن الفينيقية في منتصف طرق العالم القديم قد فسح المجال للفينيقيين في استقبال تأثيرات الحضارات المجاورة، حيث أخذوا من هذا التأثير وجعلوا من نوعا من التركيب الحضاري، من الجهة الغربية كان هناك تأثيرات "كريتية" و "موكنية" و"القبرصية" ومن الشمال تأثيرات "حيثية"، وأكثر التأثيرات كانت من الجنوب حيث الحضارة الفرعونية وأعمق التأثيرات كانت من الشرق حيث بلاد الرافدين .

أ/ التجارة: لا نكون مغاليين إن قلنا أن الفينيقيين كانوا تجار بطبيعتهم وقد اهتموا بالتجارة البرية والبحرية لدرجة أنه كان حينما يقال فينيقي كان يقال تاجر، حيث عاش الفينيقيون بالتجارة، لم يكن لسائر شعوب العالم القديم عهد بركوب البحر لكن الفينيقيون كانت لهم الجرءة على فعل ذلك، وقادوا تجارة العالم القديم بذلك .

الطرق البرية:

قوافل الفينيقيين تتجه الى ثلاث جهات، الأولى الى بلاد العرب لتأتي منها بالذهب والعقيق والبخور والعطور، واللؤلؤ وريش النعام، أما الطريق الثاني فقد كان الى بلاد آشور لتعود بيها بالنسيج والقطن والكتان والأحجار الكريمة والحرير، والطريق الثالث الى البحر الأسود لتجلب منها الخيل و الرقيق والأواني النحاسية من مصنوعات سكان جبال القوقاز.

الطرق البحرية :

بنى الفينيقيون بخشب الأرز المتينة قوارب بأشرعة ومجاديف حملوا عليها متاجرهم البحرية، وقد فطر الفينيقيون على الاستخفاف بركوب اليم فألقوا بأنفسهم في المراكب الصغيرة و جالوا البحر الرومي (البحر الأبيض المتوسط )، بل كانت لهم الجرأة على اجتياز مضيق جبل طارق .

السلع:

كان الفينيقيون يتاجرون بمصنوعات الشعوب المتمدنة، ويأخذون مواد مهمة على المناطق الأقل تحضرا ويبيعونها في الشرق، ويصدادون الصدف من شاطىء بلاد الإغريق ويستخدمونه لصباغة   الأحمر الأرجواني، كما كانوا يتاجرون بالعبيد من سواحل افريقيا .

فقد كانوا تجار ماهرين لدرجة أنه لم يتمكن من شعوب العالم مقارعة الفينيقيون ومجاراتهم في الملاحة والتجارة.

ومجاراتهم في الملاحة والتجارة.

الحياة الدينية: انتشرت من "أوغاريت" على طول الساحل الفينيقي شكل ديانات قائمة على فكرة الخصوبة، والتعلق الروحي بالشمس وعبادة الظواهر الطبيعية الخارجة على سيطرة الإنسان.

الآلهة:

كان الآله يسمى عند الفينيقيين "بعل" وهو الشمس والأنثى تدعى "بعلة" القمر، والقمر و الشمس في نظر الفينيقيين هو هائلة تحيي وتميت، ولكل مدينة آله، ويقدموت للألهة الأضاحي كما كان شائع لدى الفينيقيون تقديم الأضاحي البشرية في الأزمات من أطفالهم .

وقد عرفت الديانة الفينيقية القديمة العديد من الآلهة أشهرها كان الآله "إيل" كبير الآلهة ثم "شمش" اله الشمس و"بعل" اله الحياة و"موت" اله الموت وإلهة (عشتورت) الهة الحكمة

وقد اعتمدت الديانة الفينيقية على الثالوث "إيل" هو الاله الأعظم و"بعل" هو السيد، و البعلة و التي هي "عشتروت"، الآله ملغارت:كان برمز له بالشخص المحارب المنتصر او البحار العظيم، ونجد في كلمة جدر للكلمة "م.ل.ك" أي الملك.

أقام الفينيقيون في كل من "صور" و"صيدا" و"جيبيل" معابد، قد عبدت فيها هذه اللآلهة لأنها الآلهة الأساسية للعقيدة في فينيقيا.

فقد كانت هذه هي الآلهة العظيمة في كل الساحل الفينيقي وقد عبدت فيه وأقيمت لهم المعابد وكانت تقدم الطقوس لهم، وقد خرجت شهرة هذه الآلهة خارج الساحل الفينيقي على كامل سواحل البحر الأبيض المتوسط، وماعدا هذا الثالوت المقدس كانت تعبد آلهة أخرى كانت تختلف مكانتها من مدينة الى أخرى.

تمثال صغير من البرونز و الذهب للإله بعل

العبادة:

كانت عبادة الفينيقيين تعكس حياتهم واهتماماتهم الزراعية اذ كانو يتقربون للآلهة لتقديم الخبز والزيت والصوف والكتان والخمر والحليب والعسل، كما كانت تقام الأعياد وتقدم الأضاحي للآلهة في الأعياد والمناسبات ومن أشهر الطقوس العبادات التي كان الفينيقيون يقومون بها في تقديم الأضاحي وقد شاع عند الفينيقيين تقديم الأضاحي البشرية من الأطفال
ولكن كان هذا الطقس في الأزمات فقط 

الملاحة:

حققت الملاحة بفضل الفينيقيين انطلاقة حقيقية فقد كانت حتى الألف الثانية ق م مقتصرة فقط على الملاحة النهرية في الحضارة المصرية في نهر النيل، غير ان الفينيقيين يعدون أول البحارة في العالم القديم الذين جازفوا بأنفسهم في عرض البحر الأبيض المتوسط الغربي، وتوغلوا الى المحيط الأطلسي.

نحت اشوري يجسد السفن الفنيقية

الفلك:

كان للفلك الفينيقي أهمية كبيرة في العالم القديم الى درجة أن النجم القطبي الى أواخر كان يسمى النجم الفينيقي لأنهم هم من اكتشفوه .

الحلي:

اشتهر الفينيقيون بصناعة الحلي والمواد الثمينة لأنها كانت أساس تجارتهم و قد كانوا يشترون المواد الخام ويقومون بصناعتها من أجل ان تتناسب للتجارة بها .

النسيج:

تمتعت المنسوجات الفينيقية شهرة عالمية وكانت ذو جودة عالية لدرجة ان أصحاب الطبقة العالية للحضارات القديمة كانت تتهافت من أجل اقتنائها.

الصباغة الأرجوانية :

كان للصباغة الأرجوانية أهمية كبيرة في العالم القديم، لانها كانت رمز للثراء والمال، و قد استخرج هذا النوع من صدف "المريق"  و قد ظل هذا السر خاص بهم واستطاعوا كتمانه عن العالم مدة طويلة من الزمن، كانوا يتركون الخلاصة الغدية تتعفن في الشمس.

صناعة الزجاج:

على حسب المصادر التاريخية فإن اختراع الزجاج يرجع للوتريين القدامى لكن من تفنن في صنعه واتقانه وتلوينه فقد كانوا الفينيقيين .

الكتابة الأبجدية:

تعد الكتابة الأبجدية أعظم انجاز قدمته شعوب الساحل الفينيقي للعالم القديم، واختراع الأبجدية هي المرحلة الأخيرة من سلسلة طويلة من تطور الكتابة .

 

حروف الابجدية الفنيقية ومايقابلها من الحروف العربية